العرائش نيوز:
تُوفي صباح اليوم الإثنين 13 أكتوبر الجاري، الزعيم اليساري مصطفى البراهمة، أحد أبرز مؤسسي حزب النهج الديمقراطي العمالي، عن عمر ناهز 70 سنة، بعد صراع مرير مع المرض.
ويُعد الراحل من أبرز رموز اليسار المغربي، ومن الجيل الثاني لمنظمة “إلى الأمام” الماركسية، حيث كان في طليعة النشطاء الذين خاضوا معارك سياسية وفكرية كبرى خلال ثمانينات القرن الماضي. وقد خضع، خلال الأشهر الأخيرة، لعمليات طبية مكثفة بفرنسا، بعدما تأكدت إصابته بالسرطان.
عرف مصطفى البراهمة بمساره النضالي الصلب، إذ حُكم عليه بـ 20 سنة سجنا بسبب نشاطه السياسي السري، قضى منها 9 سنوات داخل المعتقلات في سياق سنوات الرصاص، ليصبح أحد رموز المعتقلين السياسيين اليساريين في المغرب.
كما كان من قيادات الصف الأول للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ولعب دورا محوريا في عملية تجميع اليسار أواخر القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة، من خلال مبادرات سياسية وتنظيمية هدفت إلى بناء جبهة تقدمية موحدة.
وشغل الراحل منصب الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي لولايتين متتاليتين (2012 – 2022)، قبل أن يضطره المرض إلى الانسحاب من الساحة السياسية، دون أن يتراجع عن مواقفه المبدئية الداعمة للعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية.
لقد كان مصطفى البراهمة من الأصوات التي آمنت بالتغيير الجذري وبحق الشعوب في تقرير مصيرها، وكان حضوره الفكري والسياسي مؤثرا داخل اليسار المغربي وخارجه، ليشكل رحيله خسارة كبيرة للمشهد السياسي والنقابي الوطني.
وإذ تتقدم العرائش نيوز بأصدق عبارات التعازي والمواساة إلى عائلته الصغيرة ورفاقه في الحزب والحركة اليسارية وكل محبيه، فإنها تُثمن مساره النضالي الطويل الذي سيظل شاهدا على مرحلة مفصلية من تاريخ النضال الديمقراطي ببلادنا.
رحم الله مصطفى البراهمة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ورفاقه الصبر والسلوان.