العرائش نيوز:
-عماد الموسوي
نعيق الغراب وصرير البوم يسيطر على الفضاء الأزرق العرائشي، العرائش أصبحت خرابًا بعد أن كانت عاصمة السياحة والثقافة والجمال، نحن نعيش في أسوأ أيام المدينة، المدينة يسيرها أسوأ مجلس جماعي في تاريخها!!
كل يوم يتجدد العزف الجنائزي لجوقة الخراب، هذه الجوقة التي لبس أفرادها النظارات السوداء وأصبحوا نائحات.
العرائش كلها حفر، العرائش مليئة بالأزبال، العرائش شوارعها سوداء. على الناعقين بالخراب أن يخبرونا: متى كانت العرائش جنة؟ الجواب بسيط: كانت العرائش جنتهم في زمن الرئيس السابق حين كانت الجماعة مرتعًا للسماسرة، حينها كان غربان اليوم يرتدون ثوب الحمام، يستقبلون المواطن على باب الجماعة لقضاء حقوقه الإدارية بالمقابل، واليوم وبعد قفل باب السمسرة والبيع والشراء في مصالح المواطنين، بارت تجارة السماسرة، فما كان منهم إلا أن تحولوا إلى مناضلين ضد الكساد؟ أي كساد؟ “كساد تجارة الفساد”. يترحمون على زمن مضى حين كانت الجماعة بقرة حلوب ودجاجة تبيض لهم ذهبًا.
إذا كانت عرائش اليوم بمشروع منتزه لايبيكا أهم مشروع إيكولوجي في تاريخها، العرائش وهي ترمم حصن الفتح المهمل منذ قرون، العرائش اليوم وهي تستعيد الشرفة الأطلسية التي كانت على حافة الانهيار، العرائش اليوم وهي تطلق مشروع تثنية الطريق الشمالي الذي كان شعارًا بعيد المنال منذ سنوات، العرائش التي تتخلص من أكبر مخرج للواد الحار نحو البحر، عرائش المنطقة الصناعية ملالح، سهرات صيف العرائش التي تجذب أكبر جمهور زائر في تاريخ المدينة…
إذا كانت هذه أسوأ أحوال العرائش فآتونا بما كانت عليه العرائش. أين الأبراج التي تهدمت؟ أين المشاريع التي طُمست؟ هل كانت العرائش مدرجة على الخارطة السياحية، الثقافية والاقتصادية واليوم مُحيت؟
لا طبعًا، كل ما في الأمر أن الغربان وجدوا أنفسهم خارج اللعبة، وهم اليوم يمارسون فعل البلطجة السياسية والإعلامية، لا عبين ولا محرمين.
طبعًا في المدينة مشاكل، في المدينة حفر، وهل هناك مدينة واحدة في المغرب ليس فيها حفر؟ اكتب على غوغل “الحفر تغزو شوارع…” طنجة، أكادير، مراكش… كل المدن المغربية. اكتب “الأزبال تغزو شوارع…” وسيطلع لك اسم كل مدن المغرب.
في نقطة الأزبال والنظافة بالخصوص، ألمس كمواطن بهذه المدينة حجم التحامل وكمية التضليل الهائل. من يتذكر زمن شركة هينكول السيئة الذكر؟ حين كانت العرائش مزبلة حقيقية. من بين جميع القطاعات، القطاع الذي تحسن ألف في المئة هو قطاع النظافة، ومن يقول غير هذا فهو متحامل لا غير. كل مدن المغرب، وكي لا نذهب بعيدًا، مدينة القصر الكبير لا يمران شهران إلا ويعلن عمال النظافة عن إضراب عن العمل، كما كان الحال بالعرائش أيام هينكول، والسبب ضعف الشركة المدبرة، بينما العرائش تعيش استقرارًا حقيقيًا في قطاع النظافة. ربما الخطأ الوحيد الذي ترتكبه هذه الشركة أنها لا تخضع للابتزاز ولا توزع العطايا من أجل السكوت.من حق أي أحد أن يعتبر أن هذا المجلس أفشل مجلس في تاريخ المدينة، لكن وهو يقولها عليه أن يرهق ذاكرته ويأتينا بالمشاريع والإنجازات التي حققتها المجالس السابقة، حين كانت العرائش تنافس دبي وموناكو في الرفاهية والنماء.