العرائش ..تعاونية نسوية تعزز الإقتصاد التضامني البحري

العرائش نيوز:

شهدت مدينة العرائش،بداية هذا الأسبوع، ميلاد تجربة نسائية جديدة في مجال الاقتصاد التضامني، من خلال تأسيس تعاونية “شُرفة الأطلس لخياطة الشباك وتثمين المنتوجات السمكية” التي تُعد الأولى من نوعها بالمدينة في الربط بين العمل التعاوني النسوي وقطاع الصيد البحري. وتمثل هذه المبادرة خطوة نوعية نحو إدماج النساء في النسيج الاقتصادي المحلي، وتمكينهن من مهارات مهنية تسهم في تحسين أوضاعهن الإجتماعية والإقتصادية.

واحتضنت قاعة الاجتماعات التابعة لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش أشغال الجمع العام التأسيسي للتعاونية، بحضور أطر من المؤسسة البحرية وممثلات عن المكتب الجهوي لفدرالية رابطة حقوق النساء بالعرائش، إلى جانب المستفيدات من برنامج التكوين المهني. وقد أسفر الاجمع العام  عن انتخاب السيدة زينب بنصر رئيسة للتعاونية، إلى جانب مكتب نسوي يضم أطرًا شابة مؤهلات لقيادة هذا المشروع الواعد.

وفي تصريح لجريدة البحر نيوز، أوضح التهامي مشتي، المسؤول عن المركز الوطني للإرشاد البحري، أن هذه التعاونية تُتوج مساراً طويلاً من التكوين والتأهيل استفادت منه نساء ينتمين لأسر بحارة، ضمن برامج شملت محو الأمية الوظيفية، وتعلم خياطة الشباك، وتقنيات تثمين المنتوجات السمكية، إلى جانب إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الممارسة المهنية. وقد مكن هذا المسار التكويني النساء من الحصول على شهادات تأهيلية تعزز موقعهن في سوق الشغل البحري.

وأضاف مشتي أن المبادرة جاءت ثمرة اتفاقية شراكة بين معهد التكنولوجيا للصيد البحري والمكتب الجهوي لفدرالية رابطة حقوق النساء، وتهدف إلى دعم النساء في وضعية هشاشة، وتمكينهن من فرص عمل مستدامة داخل منظومة الصيد البحري، التي ما تزال تفتقر إلى اليد العاملة النسوية المتخصصة. وقد استفادت من هذه الدورات 25 متدربة، تلقين تكوينات نظرية وتطبيقية حول مهن البحر، فضلاً عن ورشات تحسيسية حول ريادة الأعمال الاجتماعية والتعاونيات الإنتاجية.

من جهتها، عبّرت السعدية التواتي، نائبة رئيسة فدرالية رابطة حقوق النساء بالعرائش، عن فخرها بالنجاح الذي تُوج بتأسيس هذه التعاونية، معتبرة إياها ثمرة مسار من العمل الميداني والتكوين المتواصل الذي انطلق منذ أكتوبر 2024، في إطار مشروع “التمكين السوسيو–اقتصادي للنساء في وضعية هشاشة”. وأكدت أن هذا المشروع يُجسّد رؤية عملية لاقتصاد اجتماعي تضامني، يمنح للنساء أدوات الاستقلال الإقتصادي والمشاركة الفعلية في التنمية المحلية.

يشكل تأسيس تعاونية “شُرفة الأطلس” منعطفاً نوعياً في مسار إدماج المرأة المحلية ضمن الدينامية الاقتصادية المرتبطة بالمحيط البحري، إذ يترجم الرغبة الجماعية في جعل النساء فاعلات أساسيات داخل منظومة الاقتصاد الأزرق، بدل أن يظل حضورهن محصوراً في الأدوار الثانوية أو غير المهيكلة. لاسيما وأن التعاونية  تسعى إلى توسيع قاعدة الاستفادة لتشمل نساء أخريات من أسر البحارة، بما يعزز الاندماج الاجتماعي ويحدّ من الهشاشة الاقتصادية في الوسط الساحلي. كما تفتح هذه التجربة آفاقاً جديدة للتعاون مع الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين، من أجل دعم المبادرات النسوية في مجال تثمين الثروات البحرية، وتحويل الطاقات النسائية إلى رافعة حقيقية لتنمية الاقتصاد الأزرق الوطني.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.