“مساخيط المغرب مجموعين في العوامرة “مسؤول بالتعليم يلقي تصريحات عنصرية ويهدد المنتخبين باقليم العرائش
العرائش نيوز:
في لقاء كان من المفترض أن يكون حيزاً للتدارس الهادئ لإشكاليات التعليم بجماعة تزروت، تحول المشهد إلى ما يشبه محاكمة علنية أطلق فيها مسؤول بالتعليم سلسلة من التصريحات “الخطيرة والمثيرة للجدل”، مُشخصناً الإنجازات ومُقحماً العمل الإداري في صراعات سياسية وشخصية، في خرق واضح لمبادئ الحياد الإداري والتوجهات الوزارية الداعية إلى التشاركية.
اللقاء، الذي جمع هذا المسؤول الاقليمي بمستشارة جماعية ونائبة رئيس جماعة تزروت ورئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ، كان هدفه الأساسي مناقشة نقص الأساتذة وغياب الحارس العام بإعدادية المرابطين، وظاهرة الانفلات التلاميذ داخل المؤسسة لكنه سرعان ما انزلق إلى سجال حول الولاءات السياسية واتهامات خطيرة
أبرز ما لفت الانتباه هو إقحام هذا المسؤول لأسماء وازنة في المشهد السياسي، حيث افتتح تصريحه بربط العمل الإداري بعلاقاته الشخصية، مُشيراً إلى صداقته مع نائب برلماني بالجهة، ومُلمحاً إلى أن هذا الأخير هو أول من “هدر لي على جماعة تازروت”. الأخطر هو تحذيره السياسي لهذا البرلماني بالقول: “العرائش صعابين يمشوا معاك حتى نالاخير ويقولبوك”. هذا المزج بين الصداقة والمنصب العمومي يُثير تساؤلات حول معيارية الاستفادة من المشاريع التعليمية
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أكد المسؤول شعوره بـ”الظلم في تازروت” بسبب توظيف “المؤسسات ديالي في تصفية الحسابات السياسية تماك”، مما يعكس تصوره للوظيفة العمومية كحلبة صراع شخصي.
في أخطر جزئية من اللقاء، وجه المسؤول التربوي تهديداً مباشراً وصريحاً للمستشارة الجماعية، مُحملاً إياها مسؤولية الانتقادات الموجهة إليه مؤخراً في وسائل الإعلام ، ومُلوحاً بامتلاكه “الديطاي دا لديطاي” و”المعطيات بالصور والتصاوير” لـ”نسالي معاك ومدبقاشي دفاع على رأسك”،
وموجها تهديدا مباشرا للعضوة المنتخبة مردداً العبارة الصارمة: “احضي راسك مني أنا قلك واحد القضية احضي راسك مني احكرتوني أنا كانقولك احضي راسك”.
هذا السلوك، الصادر عن مسؤول تربوي ، يتنافى بشكل مطلق مع مبدأ الحياد الإداري وحرية ممارسة العمل السياسي والتمثيلي، ويهدد بشكل سافر مبدأ التعاون بين الإدارة والجماعات المنتخبة، وهو ما يخالف التوجيهات الملكية والوزارية حول ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وعلى الرغم من تفاخره بـ 14 مليار سنتيم (144 مليون درهم) أنفقت في مشاريع “50 مؤسسة” و”تعويض المفكك” وتراجع مؤشرات الهدر المدرسي إلى أدنى مستوياتها، حاول المسؤول التربوي التقليل من أهمية المراقبة المجتمعية والإعلامية، مُشيراً إلى أن الوزير يركز فقط على “مسار” و”المالية” وليس “الصور د الطواليط” أو ما يُنشر في “العرائش نيوز” وان الوزير نفسه كيشباع سبان في البرلمان ”
التصريحات الأكثر صدمة كانت حول دور جمعيات الآباء، حيث هدد هذا المسؤول الجمعية بشكل واضح : “إلى كانت الجمعية ما غادعاونشي، سيروا فحالكم ما عندي ما ندير بيكم، أنا الجمعية ماشي مفروضة عليا”، مُبرراً ذلك بسرد تجربة “طرد” من مدرسة الطوريس بالعرائش رئيس جمعية سابق وهذا الموقف يتناقض جذرياً مع التوجيهات الوزارية والخطابات الملكية التي تعتبر المجتمع المدني والآباء شركاء أساسيين في تدبير المنظومة وإصلاحها.
المسؤول لم يكتفِ بإقحام السياسة في الإدارة، بل انزلق إلى تصنيفات اجتماعية وجغرافية خطيرة، حيث عزا مشاكل التعليم في مناطق معينة مثل الساحل والسواكن والعوامرة إلى عدم وجود “الناس أصيلين “، ووصف الوضع قائلا ” الي هو روشيش في المغرب كامل مع عندوا لا بطاقة ولا يحزنون كا يمشي نالعوامرة يخدم فالفلاحة كيطلاقى مع شي مرى ماجا من بني ملال كيتجوجوا
وليقيوا العيال بلا حالة مدنية لا وا لو
فراسك في العوامرة عندي 35 تلميذ بلا حالك مدنية
لان مساخيط المغرب كاملين مجموعين في العوامرة
هذا التصريح يعتبر ازدراءً صريحاً للمواطنين ويخالف مبدأ المساواة والوحدة الوطنية، ويُحوّل واجب المدير من حماية حق هؤلاء الأطفال في التعليم إلى إدانتهم والتهوين من مشاكلهم، مُختتماً حديثه باعتراف مثير بالندم على تولي المنصب.
إن هذه التصريحات النارية تضع وزارة التربية الوطنية أمام استفسارات كبيرة وتتطلب تدخلاً عاجلاً للبت في هذه التصريحات الخطيرة ولتي تمس بالحياد والنزاهة وتسيء إلى صورة الإدارة العمومية أمام المواطنين والمنتخبين.