العرائش نيوز:
بيان بشأن حملة الاعتقالات التي تستهدف المئات من شباب جيل زد، بما فيهم مائة قاصر بالمغرب
تتابع الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين “هِمَمْ” بانشغال بالغ وقلق متزايد ما تشهده مختلف المدن المغربية من حملة اعتقالات واسعة تطال المئات من الشباب من جيل “زد”، من بينهم عشرات القاصرين، في سياق عام يتسم بتصاعد المقاربة الأمنية على حساب المقاربة الحقوقية، وبانكماش مقلق في مساحات التعبير السلمي، بما يهدد ما تبقى من مكتسبات محدودة في مجال الحقوق والحريات.
لقد رصدت الهيئة، استنادا إلى معطيات ميدانية موثوقة، أن عدد الموقوفين الذين تمت إحالتهم على القضاء تجاوز 600 شخص، من ضمنهم حوالي مائة طفل حدث، دون احتساب من تم إطلاق سراحهم من مخافر الشرطة.
وتعتبر الهيئة أن هذا الرقم يعكس حجم الانتهاكات التي تمس الحق في الحرية والسلامة الجسدية والنفسية، وتشكل سابقة خطيرة في تعاطي الدولة مع تعبيرات شبابية سلمية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، سجلت الهيئة خروقات جسيمة، من أبرزها:






كما تسجل الهيئة بأسف أن هذه الاعتقالات لم تقتصر على المشاركين في احتجاجات “جيل زد”، بل شملت أيضا شبابا عبروا عن مواقفهم بطرق رمزية أو رقمية سلمية، كمن ارتدوا قمصانا تحمل شعارات تضامنية مع فلسـ.ــطين أو شعار “جيل زد”، بل وامتدت لتطال صاحب المطبعة الذي طبع تلك القمصان.
وتزداد خطورة الوضع حين يتعلق الأمر باعتقال أطفال قاصرين، كما في حالة سفيان شعوب بمدينة وجدة، في خرق واضح للمادة 460 من قانون المسطرة الجنائية التي توجب إيداع الأحداث في مؤسسات خاصة تراعي سنهم وحالتهم النفسية.
كما يشكل ذلك انتهاكا صريحا للمادة 37 من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر حرمان أي طفل من حريته بشكل تعسفي، وتُلزم الدول باتخاذ جميع التدابير الكفيلة بصون كرامته وإنسانيته.
إن الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين “هِمَمْ” تعتبر أن هذه الحملة الواسعة تعبّر عن تراجع خطير في المسار الحقوقي، وعن غياب إرادة جادة في طي صفحة الاعتقال السياسي، مما ينذر بمزيد من الاحتقان وفقدان الثقة بين الدولة والمجتمع.
وإذ تسجل الهيئة بقلق بالغ هذا الانحدار في احترام الضمانات القانونية والدستورية، فإنها تؤكد على ما يلي:






الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين “هِمَمْ”