معدات رياضية في عمق لاإيبيكا… بادرة حسنة تفتقر لأساسيات النجاح

العرائش نيوز:

شهدت غابة لا إيبيكا خلال الأيام الأخيرة وضع مجموعة من المعدات الرياضية الموجّهة للكبار، في خطوة تروم، حسب ما يبدو، تشجيع الساكنة على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق والاستفادة من الفضاءات الطبيعية المتاحة بالمدينة.


ورغم أن المبادرة في حدّ ذاتها مستحسنة وتستجيب لحاجة ملحّة لخلق فضاءات رياضية مجانية، إلا أن الموقع الذي اختير لتركيب هذه التجهيزات يثير العديد من التساؤلات.
فالمعدات وضعت في منطقة بعيدة داخل الغابة، وبالضبط في المسار المؤدي إلى دوار الغديرة، وهي نقطة معروفة بقلة الزيارة وغياب المراقبة الدائمة. فبدل أن توضع هذه المعدات في فضاء قريب وآمن يستفيد منه المواطنون، جرى تثبيتها وسط الغابة، بعيدا عن الأنظار، في منطقة لا يمرّ منها سوى قلة من الأشخاص… وبعضهم ممّن لا يرون في هذه التجهيزات قيمة رياضية، بل مجرد قطع قابلة للسرقة وإعادة البيع.


الصور الملتقطة من عين المكان تظهر بوادر عبث وإتلاف رغم أن المعدات ما تزال مغطاة بالأغلفة البلاستيكية ولم تُفتتح بعد بشكل رسمي، مما يعيد إلى الواجهة أهمية اختيار مواقع تتمتع بقدر أكبر من الولوجية والحماية، وتكون قريبة من التجمعات السكانية التي ستستفيد منها.


وقبل إطلاق أي مشروع موجّه للساكنة، يصبح من الضروري إجراء دراسة ميدانية دقيقة لتحديد مدى قابلية المكان لاحتضان مثل هذه المبادرات، ومدى توافقه مع المعايير التي تضمن نجاحها واستمراريتها. فهذه المشاريع تتطلب رؤية شمولية، لا تقتصر على وضع المعدات فقط، بل تشمل محيطها، ودرجة الإقبال، ومستوى الأمان، وكيفية الحفاظ عليها على المدى الطويل.

كما أن تفويض هذا النوع من المشاريع لشركات مختصة في تجهيز وتسيير الفضاءات الرياضية المفتوحة قد يشكل خطوة مهمة لضمان جودتها وفعاليتها، نظرا لخبرتها في اختيار المواقع المناسبة، واعتمادها آليات الحماية والصيانة والتتبع المستمر. فنجاح المبادرة لا يرتبط فقط بوضع المعدات، بل بطريقة تنفيذ المشروع ككل.
مبادرة واعدة… تحتاج فقط إلى تخطيط أدق ورؤية أكثر شمولية حتى تحقق أهدافها وتعود بالنفع الحقيقي على الساكنة.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.