العرائش نيوز:
من وحي 20فبراير العرائش(4)
القمع في خريف الدستور
بعد ربيع عشرينية العرائش الذي لم يدم طويلا، سرعان ما قطعه خريف الدستور.
أبان المخزن عن غبائه من جديد ليستعين بأدواته البالية حيت شن حملة من القمع والترهيب مقابل قرار المقاطعة. خرج الخطاب الملكي 17 يونيو 2011 ليقترح صياغة دستور جديد. فوجدنا -شباب عشرين فبراير-أن هذا الدستور مرفوض من الناحية الشكلية كونه دستور ممنوح، كما أن صياغته كانت من لجنة معينة بها خبراء دستوريين معروف أنهم ينتمون لمدرسة محافظة. لا يمكن ان يعتقد عاقل ان هذه اللجنة ستقدم دستور يمنح للشعب الحق في صناعة القرار، وهذا ما كان، إذ جاء الدستور بعيدا عن طموحات الشارع. لكن سرعان ما تجاوبت الأحزاب المدجنة لتبايع وتبصم وتهلل للدستور حتى قبل أن تراه. هذا الدستور الذي لم تطالب به أصلا بل كان هبة ملكية، هرولت الأحزاب التي تعودت على العصى نحو الجزرة. الكل وبلسان واحد “مبايعين يا مولاي”.
فعدنا كما بدأنا قلة في الشارع. تدعمنا الإطارات السياسية المقاطعة، الاشتراكي الموحد، والنهج الديموقراطي، والعدل والإحسان، نقابة cdt، المؤتمر الوطني الإتحادي، والتحق بعد دالك حزب الطليعة. وجدنا أنفسنا من جديد بالعشرات معزولين في الزاوية. وأدوات القمع مسلطة علينا.

لكن هذه المرة سيخرج المخزن بأسلوب جديد “البلطجية” تفاجأنا بجحافل من السوقة والدهماء. تهاجمنا رموز الفساد في المدينة، الفساد الأخلاقي والمالي والسياسي. المستفيدين من الريع أصحاب شاحنات ومقالع الرمال. أصحاب لاجريمات. المستفيدين من الصفقات المشبوهة. المستفيدين من التهرب الضريبي بالميناء أصحاب التهريب وتجار المخدرات. كلهم تحولوا بقدرة قادر إلى جنود للوطن يصرخون في وجه الخونة -نحن-” طلقونا عليهوم… طلقونا عليهم ” وطبعا قوات الأمن تحمينا منهم في مشهد سريالي.




هنا فقط تيقنت وآمنت وانا محشور مع قلة من الأصدقاء والرفاق. أني على حق وأني على صواب فأن تجد نفسك في الجهة المقابلة لأبو جهل فاعلم أنك على حق.


كانت ايام عصيبة، أحسست بكم هائل من المهانة، وأنا أشاهد أبناء وطني أبناء الشعب المغربي الذي خرج أباءهم وأجدادهم ضد المستعمر وهللوا لرجوع الملك محمد الخامس. يحشرون في الشاحنات والحافلات يرقصون على طبول الجهل ومزامير التضليل. احسست بالإهانة والدولة تمرر الدستور بالطبل والغياط . لا زال المخزن أمين لأسلوبه البليد. كما أن المقدمية والشيوخ يدقون على الأبواب إن لم تصوتوا بنعم سيتحول المغرب إلى سورية وليبيا. أما الأحزاب المنوط بها تشكيل الرأي العام. راحت تصنع من ريشة الغراب حمامة، ومن هذا الدستور عبور نحو الديمقراطية، وصلنا “قطعنا الواد ونشفوا رجلينا .” لتأكد النخبة المغربية على مر التاريخ أنها لعنة الوطن وخنجر يطعنه في الظهر.


وجدنا أنفسنا في ساحة “المانوزي” نتعرض للسب والشتم لكن ممن ؟؟ لا داعي للقول.
فهم الآن يخجلون من أنفسهم ويندبون حظهم. كما تفعل نفس الأحزاب وعلى رأسها حزب بنكيران الذي وصفنا بالدراري واعتبر هذا الدستور ثورة ناعمة، ثورة على الطريقة المغربية ليتبين أنه ثور له خوار نطحه فوجد نفسه وهو صاحب الأغلبية يتوسل صاحب المقاعد المعدودة ليشكل له الحكومة. تبخر الدستور ووعوده تبخرت التوظيفات التاريخية وتبخرت الزيادات في الأجور. كان زمنا ثوريا لكن لم نكن أهل له، ضيعنا كعادتنا الفرصة لصنع تغيير حقيقي، لوضع قطار المغرب على سكة الديموقراطية. من يزرع الريح يحصد “النبك”. تمخض جبل الدستور فأنجب فأرا أعور. مر الدستور على رقابنا أكلنا الركلات والإهانات. لأننا قلنا لا في الوقت الذي قال الكل فيه نعم. ماذا جنينا من نعم عدنا إلى الدائرة الأولى إلى حضيرة الغنم. مر الدستور بنسبة 98،49 في المئة.
لتدخل الحركة مرحلة الخبو وتبرد نار الشارع. ليخرجوا من اختبأوا ومن هربوا للخارج. يبخسون من فعل الحركة. ستبقى الحركة فعل تاريخي نفخر به. يكفي أننا نزعنا الخوف من قلوب المغاربة وحطمنا أوثان الاستبداد. لن نندم لأنها قاعدة ثورية “الثورة يصنعها الشجعان ويستفيد منها الجبناء” أمثال بنكيران…

