محمد بن عبد القادر ابن موسى أديب الوزراء.. ووزير الأدباء (سيرته وآثاره)

العرائش نيوز:

صدر للباحث المغربي الدكتور يونس السباح عن دار النشر سليكي أخوين بطنجة كتابه الثاني ضمن موسوعة محمد ابن موسى الأدبية التي استهلها قبل أسابيع بديوانه الشّعري، وسيتلوهما إصدار ثالث عن أعماله الأدبية النثرية المتنوّعة، بالإضافة إلى تقريره عن نقل جثمان السلطان المولى عبد العزيز من طنجة إلى فاس، الذي طبع منذ سنة، اشتمل هذا الجزء على أخبار وآثار الوزير الشاعر محمد بن موسى، ويضم مجموعة نادرة من الوثائق المتعلقة بمهامه المختلفة.
يقع الكتاب في 200 صفحة، ويتناول بالتفصيل سيرة الشاعر الوزير محمد بن عبد القادر ابن موسى المتوفى سنة 1965، والذي شغل منصب وزير الأحباس بحكومة المنطقة الخليفية بتطوان زمن الحماية، وقد عالج فيه مؤلّفه الدكتور البحّاثة يونس السباح، -الذي اهتمّ بهذه الشخصية المتفرّدة منذ سنوات، واختاره موضوعاً لنيل أطروحته في الأدب العربي – مصادر ترجمته والتّعليق عليها، واستدراك فواتها، ثمّ تحدّث عن بيت ابن موسى بمراكش وأورد جملة من الشّخصيات المنتمية إليه، أبرزهم: والده العلامة الصوفي عبد القادر ابن موسى (أحد خدّام الأعتاب الشريفة) بالحضرة المراكشية، وكذا أبناؤه، مع ما يتخّلل البحث من وثائق نادرة توجد بحوزة الأسرة.
واقتفى الباحث الدكتور يونس السباح أثر ابن موسى منذ نشأته، إلى دراسته بمراكش وفاس، مبرزاً أهمّ من أخذ عنهم العلم، ومن أجازوه فيه. وساق ضمن إجازاته نصوصاً لأبناء الصّحراء المغربية (أسرة ماء العينين) العريقة في العلم والجهاد والتّربية، والتي لها صلة كبيرة بابن موسى…وفي هذا أبرز الباحث صلة جنوب المغرب بشماله، وما يشكّل هذا الترابط من وحدة متكاملة ضمن جغرافية المغرب الفذّ بكل مكوّناته وخصوصياته وأصالته…


وفي البحث أيضاً حديث السباح عن العلاقة الكبيرة التي ربطت ابن موسى بشخصيات مهمّة في عالم السّياسة، نظراً لمنصبه الحسّاس، وعلاقاته الممتدّة مع ملوك الدّولة العلوية وأمرائها أباً عن جدّ، علاوة على مصاهرته من أسرة ابن يعيش الشّهيرة بخدمة المخزن جيلاً بعد جيل، وذلك في فترة التي عمل فيها بمدينة العرائش وشغل أمينا لديوانة مرساها.
ويطلعنا الدكتور يونس السباح في بحثه الفريد هذا عن أبرز قضايا وزارة الأحباس، وما اضطلع به ابن موسى من مهام جعلت هذه الوزارة المتفرّدة نموذجاً في النّزاهة والضّبط من خلال مجلسها المعيّن، وضابطها الشامل الذي كتبه الوزير بنفسه، وأعطى فيه رؤيته المتقدّمة حول إصلاح هيكل الوزارة، وهو العالم الفقيه الشّاعر…


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.