المد الجماهيري بمدينة العرائش: أحداث 20 فبراير 2011 (75):

العرائش نيوز:

سيتم الاشتغال في إطار التنسيقية المحلية لمناهضة ارتفاع الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية في عدة ملفات مختلفة وحيوية، وكانت التنسيقية تشتغل مع بعض الإطارات المدنية كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان والإطارات المناضلة المصطفة في الصف التقدمي. ومن بين أهم مكونات هذه التنسيقية، كان تنظيم النهج الديمقراطي يلعب دورا أساسيا فيها سواء على مستوى برنامج عملها أو التواجد الجماهيري بالمعارك الاحتجاجية التي تدعو لها التنسيقية.

هذا الرصيد النضالي الذي سيلعب دورا مهما خلال الإرهاصات الأولى للربيع العربي سنة 2011 ، وللتذكير فإن مناضلي النهج الديمقراطي ورفاقهم على يسار النهج ممن يلتحقون بالنضال إلى جانب الشعب بإقليم العرائش وطيلة عقدين من الزمن، كان لهم دور ريادي في جميع المعارك النضالية المرتبطة بقضايا الجماهير ومشاكلهم اليومية، سواء في إطار التنسيقية السالفة الذكر، أو في إطار المنظمات الحقوقية التي تدور في فلكها، وفي اللجنة المحلية للتصدي ومواجهة ارتفاع وغلاء فواتير الماء والكهرباء بالمدينة. ولابد من التسجيل أن وسط هذا الزخم النضالي، هناك من استطاع مسايرته والحفاظ على ديناميته داخله بنضج ومسؤولية، وهناك من انسحب وتوارى، إما بتغيير المظلة السياسية كما حدث بانسحاب أعضاء من حزب النهج الديمقراطي او الانطواء على الذات في انتظار نتائج الربيع العربي.

قبل الحديث عن البيان التأسيسي “لحركة 20 فبراير” بمدينة العرائش، لابد من التذكير بمحطتين اثنيتن:

  • الأولى “المنتدى الاجتماعي العالمي” بدولة السنغال المنعقد بتاريخ فبراير 2011، وهو الاجتماع السنوي الذي يعقده مناهضو العولمة قصد تبادل وتطوير المعلومات لمواجهة تغول الرأسمالية، كما أنه محطة للتعرف على تجارب الشعوب في المقاومة والاحتجاج. ويعد نشاط هذا المنتدى كبديل للمنتدى الاقتصادي العالمي التي يعقد في سويسرا كل سنةDAVOS، وقد كنت ضمن المشاركين في هذا المنتدى بتنشيط ورشة حول هجرة الأفارقة جنوب الصحراء إلى المغرب، إذ كنت ممثلا باسم جمعية “قوارب الحياة للتنمية والثقافة بشمال المغرب”.

وهو المنتدى الذي نظم تحت شعار “عالم أفضل” وضم 130 بلدا من مختلف القارات، حيث حضره 60,000 مشارك بحضور شخصيات وازنة مثل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والرئيس البوليفي إيجو موراليس، والمرشحة اليسارية للرئاسة الفرنسية آنذاك سيجولين رويال، ورئيسة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتن اوبري، ووزير الثقافة البرازيلي جيلبر توجيل ورئيس غينيا ألفا كوندي، ودولة البينين يا ييبوني، ورئيس المفوضية الإفريقية جان بيير…

ويتميز المنتدى بنوع من مساواة حقيقية بين رؤساء الدول والمشاركين العاديين في أوراش مختلفة، الهدف منها السعي إلى إقامة نظام عالمي قائم على السلم والعدالة والأمن البشري، في افق بناء مجتمع إنساني قائم على المبادئ والقيم المشتركة للكرامة والشرعية بين جميع البشر.

وفي خضم هذا المنتدى، سيناديني الصديق عبده المنبهي، رئيس جمعية هولندية تهتم بالهجرة وفاعل سياسي ومدني من مدينة العرائش للالتحاق بورشة مغاربية تناقش الربيع العربي، حيث طالبنا أن يضُمَّ البيان الختامي لهذا اللقاء دعوة المغاربة للالتحاق والخروج للاحتجاج تفاعلا مع نداء حركة 20 فبراير.

بمجرد انتهائي من هذه الورشة، هاتفت المرحوم رشيد صحارة لأخبره بأن هناك حركة اسمها 20 فبراير ستقوم باحتجاجات في المغرب، وعلينا أن نكون في الموعد، وأتذكر أنه من بين الأشياء التي أَوصيت بها المرحوم رشيد صحارة هو الحرص على تنوع الحركة وعدم اقتصارها على مناضلي النهج الديمقراطي.

  • المحطة الثانية، قبل البيان التأسيسي لحركة 20 فبراير بمدينة العرائش الموقع بتاريخ 14 فبراير 2011 ، كان لشبيبة النهج الديمقراطي موعد مع الجماهير الشعبية بساحة التحرير يوم 03 فبراير 2011 ، تفاعلا مع السياق العالمي معانقة حركة النضال الشعبي التي اجتاحت البلد طولا وعرضا في سياق الربيع العربي، والتي كانت تطالب بالحاجيات الأساسية للشعب المغربي، وفي مقدمتها: الحق في العمل، السكن، الصحة العمومية الجيدة، وفي مناهضة الغلاء.

بتاريخ 7 فبراير 2011 ، قاد شباب اليسار الجذري نقاشا عميقا من أجل تأسيس فعل نضال شبابي، حيث قام المرحوم رشيد صحارة، ومن أجل عدم إغراق الحركة بمناضلي النهج الديمقراطي وضمان تنوعها، بالتنسيق مع الشاب عبد الإله العمراني في جميع خطوات التأسيس، وكانوا قد اختاروا لإسم هذه الحركة “الشباب الحرّ.”

البيان التأسيسي لحركة 20 فبراير:

في ظل ما يعيشه الشعب المغربي اليوم من احتقان اجتماعي والإحساس بالإهانة والدونية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب تجميد الأجور والارتفاع الصاروخي للأسعار، والحرمان من الاستفادة من الخدمات الإجتماعية الأساسية (الصحة، التعليم، الشغل، السكن…) كل هذا في ظل اقتصاد تبعي ينخره الفساد والغش والرشوة والتهرب الضريبي ومناخ حقوقي يتسم بالقمع الممنهج لحرية الرأي (الإعتقالات المتتالية، منع حق التظاهر، قمع حرية الصحافة….).

وإيمانا منا كـ “شباب 20 فبراير” أن تراكم المعضلات الاجتماعية يرجع بالأساس إلى الاختيارات السياسية وبنية النظام السياسي المغربي المناهض لمصالح أبناء الشعب الفقراء، نطالب بـ:

  • دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يمثل الإرادة الحقيقية للشعب.
  • حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب.
  • قضاء مستقل ونزيه
  • محاكمة المتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن.
  • الإعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية والاهتمام بخصوصيات الهوية المغربية لغة ثقافة وتاريخا.
  • إطلاق كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ومحاكمة المسؤولين.

وذلك قصد الإستجابة لتطلعات عموم أحرار هذا الوطن العزيز وتوفير شروط

العيش الكريم يضمن:

  • الإدماج الفوري والشامل للمعطلين في أسلاك الوظيفة العمومية
  • ضمان حياة كريمة بالحد من غلاء المعيشة والرفع من الحد الأدنى للأجور
  • تمكين عموم المواطنين من ولوج الخدمات الإجتماعية وتحسين مردوديتها

وبذلك ندعو عموم الأحرار بمغربنا العزيز للمساهمة ودعم هذه المبادرة والمشاركة بكثافة في إنجاحها وجعل يوم 20 فبراير يوما وطنيا سلميا للكرامة، والتزامنا بالعمل مع الجميع لتوحيد الجهود من أجل الكرامة والعدالة والمواطنة.

شباب 20 فبراير

الرباط في 14/02/ 2011

صباح يوم 20 فبراير 2011، وبناء على النداء الذي تم توزيعه على الجماهير الشعبية طيلة الأسبوع،  تواجدنا باكرا بساحة التحرير، وقمنا بتعليق اللافتات وتجهيز الصوتيات، وبدأت الجماهير في ترديد الشعارات المطلبية والسياسية، لنتفاجأ على الساعة 11:30 صباحا بقدوم مجموعة من مناضلي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل حاملين لافتات نقابة الكنفدرالية ضاربة في روح فلسفة 20 فبراير، لتظهر الحركة في ساحة التحرير بمجموعتين. حاولنا عقد اجتماع مصغر كان فيه كل من من الإخوة عبد الخالق الحمدوشي، العياشي الرياحي، الحساني محمد،  الصادقي حسن من أجل تدارك الموقف وتوحيد صفوف الحركة، إلا أن الجماهير الشعبية تجاوزت تنظيمنا، واختارت تنظيم مسيرة عفوية في اتجاه شارع محمد الخامس. هذه المسيرة الغير متحكم فيها، والتي ستسفر عن أعمال شغب يُجهل لحد الآن من قاموا بها وبإيحاء من. كل ما نعرفه، هو أنه صباح يوم 20 فبراير 2011 ، وحسب بعض الشهود، قامت بعض الحافلات الصغيرة بإنزال بعض الأشخاص ملثمين قرب السوق المركزي.

 

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.