إزالة لافتة تضامنية مع فلســـ.طين بالعرائش ..قرار سلطة أم اجتهاد “قايد “

العرائش نيوز:

على طول شارع عقبة بن نافع بالعرائش، لا يحتاج المرء إلى كثير من الجهد ليلاحظ حجم الفوضى التي أصبحت جزءا من المشهد اليومي. محلات تجارية تخرق القانون باحتلال الأرصفة، ومقاه تبسط طاولاتها وكراسيها فوق فضاءات عمومية من المفترض أن تكون ممرا للراجلين. فالمشي على الرصيف هناك بات أمرا مستحيلا، فيما يجد المواطن نفسه مرغما على السير وسط الطريق معرضا نفسه للخطر.

وعلى مقربة من ذلك، يعيش السوق الأسبوعي الرحمة” سوق الحد” فوضى مزمنة، تعمها العشوائية من كل جانب، دون تنظيم أو مراقبة تذكر. أما محيط سوق الجملة، فحدث ولا حرج شاحنات ضخمة تعرقل حركة السير يوميا، كراريس تملأ المكان، وباعة يفترشون الأرض دون احترام لأي قانون. كل هذا تحت أعين السلطة المحلية، دون أي تحرك يذكر على طول السنة سوى الحملات الموسمية.

ورغم هذا الكم الهائل من الخروقات، اختار القائد المقاطعة السادسة، أن يوجه مجهوداته الإدارية نحو أمر واحد فقط وهو إزالة جدارية كتب عليها “الحرية لفلسطين”. الجدارية التي لم تتجاوز بضعة كلمات مرسومة على جدار، اعتبرت من طرف القائد  إزعاجا للفضاء العام، استدعت تدخله السريع والحاسم.

المفارقة أن سيارة الدولة التي يستعملها القائد تركن بشكل يومي فوق الرصيف المخصص للراجلين أمام منزله الوظيفي، مانعة إياهم من المرور، دون أن يرى في ذلك أي مشكل، أما الحرية لفلسطين، فقد بدت له مقلقة بما يكفي لتبرير تدخل سلطوي فوري.

هذا السلوك يطرح أكثر من سؤال حول ترتيب الأولويات لدى بعض ممثلي الإدارة الترابية، وحول معنى السلطة إذا لم تكن موجهة لخدمة المواطن وتنظيم الحياة العامة.

فلسطين ليست مجرد قضية عابرة، بل قضية شعب وكرامة وحرية، وهي قضية يتقاسمها المغاربة جميعا. وإن كانت جدارية صغيرة قد أزعجت ممثل السلطة، فالأجدر به أن ينزعج أولا من الفوضى التي تتفاقم يوما بعد يوم في منطقته الترابية دون رقيب.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليق 1
  1. محمد أيوب يقول

    مقال في وقته:
    احيي منبر العرائش نيوز على مقالها هذا،وأضيف الى ما جاء في محتواه كمية الازبال والنفايات التي توجد بمختلف جوانب وفضاءات سوق الاحد بشكل يومي وليس يوم الاحد فقط وبمحاذاة المقاطعة نفسها وحتى بجانب السكن الوظيفي لسعادة القائد…وربنا سيادته لم يلاحظ برك المياه الآسنة التي تصدر عنها روائح تزكم الانوف…قد يبرر عجزه بان ذلك لا يدخل في اختصاصه…جميل…لكن لنراجع مقتضيات القانون التنظيمي الجماعي ومعها القانون الأساسي لرجال السلطة وباقي النصوص القانونية والتنظيمية والدوريات والمناشير المتعلقة بمختلف مجالات الأنشطة:التعمير والنظافة واحتلال الملك العمومي والسير والجولان ومحاربة مدن الصفيح والبناء العشوائي وترويج المخدرات…الخ…مراجعة تلك النصوص تبين بان الإدارة الترابية بيدها التدخل في كل شيء:اما كسلطة اصلية أو بالتبعية عبر الوسائل التي توفرها تلك النصوص وأقلها اشعار ومراسلة الجهات المختصة من اجل التدخل،لكن بعض ممثلي الإدارة الترابية انتقائيون في تدخلاتهم…وأغلبهم ينتظر الأوامر والتعليمات من رؤسائهم بحيث لا ياخذون المبادرة الا بشكل نادر رغم وجود نصوص تسمح لهم بالتدخل…وكما جاء بالمقال:فلسطين قضية امة،وهي لا تزعج الا من هم على بالكم…تحيتي لهذا المنبر…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.