أسوار الرعب…من الهجرة إلى المسرح

العرائش نيوز:

أصبحت الأسوار الفاصلة بين سبتة ومليلية والضفة الجنوبية للمتوسط أكثر من مجرد حواجز مادية، فقد تحولت إلى محور درامي في أحد أبرز العروض الغنائية في كرنفال قادس لسنة 2025، تحت إشراف المخرجة مارتا أورتيث، حيث قدمت الفرقة النسائية عرضًا مسرحيًا مؤثرًا يُجسد معاناة المهاجرين، لا سيما النساء، أثناء محاولاتهن عبور الحدود، كشفت من خلاله بجرأة قسوة الحدود التي تمزق الأجساد وتسلب الكرامة، وندّدت بوحشية السياسات التي تُحوّل الهاربين من الجحيم إلى أهداف مشروعة للردع والعنف.

العمل المعنون بـ”أسوار الرعب” والذي حاز جائزة “كانديلا وإسبينو” من منظمة العفو الدولية بالأندلس، لم يكن مجرد عرض فني، بل شهادة حيّة على معاناة آلاف المهاجرين، خاصة النساء، اللواتي يتعرضن لانتهاكات جنسية وبدنية في طريق عبور محفوف بالموت. تجربة شخصية عاشتها مارتا من خلال قريبتها العاملة بالصليب الأحمر عمّقت فهمها لمعاناة النساء اللواتي يصلن منهكات، منتهكات، وأحيانًا مثقلات بذكريات فقدان أطفال في عرض البحر.

النص لم يكتفِ بالسرد الإنساني، بل وجه اتهامًا صريحًا للسياسات الأوروبية، التي اعتبرتها أورتيث امتدادًا لنهج استعماري قديم ينهب القارة الإفريقية ثم يغلق الأبواب في وجه أبنائها. “ما يحدث هو شكل من أشكال الإبادة الباردة”، تقول مضيفة،  أن أربعة عشر كيلومترًا من البحر تحولوا إلى مقبرة مفتوحة، بينما تتربص شبكات التهريب والاتجار بأحلام الفقراء.

رسالة الفرقة جاءت قوية وواضحة: ما يحدث على هذه الحدود لا يجب أن يظل غامضًا أو بعيدًا عن الوعي العام. هي مأساة تتطلب وعيًا وتعليمًا، ومسرحًا لا يخاف قول الحقيقة.

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.