العرائش نيوز:
أوقفت السلطات الإسبانية بمدينة موغير التابعة لإقليم هويلفا رجلا من بوركينا فاسو، يبلغ من العمر 56 عاما، للاشتباه في تورطه في جريمة قتل زوجته السابقة زهرة، وهي مواطنة مغربية في 47 من عمرها، عثر على جثتها داخل المزرعة التي كانت تعمل وتعيش فيها. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجاني المفترض أقدم على طعن الضحية بسلاح أبيض، بعدما هددها قبل أيام عقب علمه بنيّتها الزواج من رجل آخر.
وكشفت مصادر أمنية أن ابنة الضحية، البالغة من العمر 23 عاما، كانت قد قدمت بلاغا للشرطة الإسبانية قبل أسبوع من وقوع الجريمة، حذّرت فيه من التهديدات التي وجّهها المشتبه به إلى والدتها، غير أن القدر لم يمهلها لمنع وقوع المأساة.
وبهذه الجريمة المروّعة، أصبحت زهرة الضحية الرابعة والثلاثين للعنف القائم على النوع الاجتماعي في إسبانيا خلال عام 2025، والضحية رقم 1329 منذ بدء تسجيل هذا النوع من الجرائم سنة 2003، ما خلّف حالة من الصدمة والحزن العميق في أوساط سكان موغير.
وأعرب سكان المدينة عن إدانتهم الشديدة للجريمة من خلال وقفة تضامنية ودقيقة صمت نُظّمت أمام مقر البلدية، بحضور عمدة موغير، غوستافو كوييار، الذي أكد أن “المدينة بأكملها تشعر بأنها مُستهدفة ومجروحة من هذا العمل الشنيع”، مشددا على أن المجلس البلدي وضع كل إمكانياته رهن إشارة أسرة الضحية وزميلاتها في العمل.
من جهتها، أكدت مندوبية الحكومة الإسبانية لمناهضة العنف ضد المرأة أن الجريمة تحمل بوضوح طابع “العنف القائم على النوع الاجتماعي”، مشددة على خطورتها وضرورة التعامل معها بكل حزم. وفي السياق ذاته، عبّر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى جانب عدد من المسؤولين في إقليم الأندلس عن استنكارهم الشديد لهذه الجريمة البشعة، مقدّمين خالص تعازيهم ومواساتهم لأسرة الضحية، ومجدّدين الدعوة إلى توحيد الصفوف بين مختلف المؤسسات والمكونات المجتمعية لمواجهة ظاهرة العنف ضد النساء، باعتبارها إحدى أخطر القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تتطلب استجابة جماعية وحازمة.
كما أعلن المعهد الأندلسي للمرأة عن تفعيل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي الفوري لفائدة أسرة الضحية، مؤكدا أن العنف ضد النساء يمثل تحدياً مجتمعيا وإنسانيا يستوجب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني لحماية النساء، ومواصلة العمل من أجل مجتمع آمن خالٍ من العنف والتمييز.