العرائش نيوز: متابعة
جان جينيه كان مؤهلا أكثر من غيره، من الكتاب العالميين، لكي يكون “مرآة” محمد شكري، بل إن هناك من ينعت شكري بـ”جان جينيه المغرب.”
يُعدّ الكاتب والروائي والمؤلف المسرحي الفرنسي جان جنيه (1910-1986)، أحد كبار كتّاب فرنسا خلال القرن العشرين، بل واحداً من الأدباء القلائل الذين تصدّوا للمدّ الكولونيالي الفرنسي وانتقدوه نقداً لاذعاً من خلال مقالات وحوارات وروايات ومسرحيات.
طنجة جان جنيه
وإذا كان الفرنسي جان جنيه، قد ارتبط ببلاد عربية عدة، فستظل مدينة طنجة هي الأكثر تأثيراً فيه، بحكم الطابع السحري الذي وجده فيها في فترة كان تاريخها كمدينة دولية ما يزال يرخي بظلاله عليها، هناك حيث بساطة العيش وجماليات المقاهي والفنادق ورائحة البحر، جعلت الكثير من كتاب العالم يستقرون فيها أو يترددون على زيارتها خلال فترات متقطعة من حيواتهم، كتينسي وليامز وبول باولز وجين آور وصامويل بيكت.
عاش جنيه في طنجة، حيث سيلتقيه الكاتب المغربي محمد شكري بالصدفة ذات صباح وهو جالس في مقهى سانترال وسط “سوق الداخل”، وامتدت هذه الصداقة الأدبية لسنوات طويلة، في وقت لم يكن فيه محمد شكري مشهوراً، بل كتب فقط نصّين قصصيين نُشرا في مجلة “الآداب” البيروتية، لكنه مع ذلك قدّم نفسه ككاتب شاب.

