العرائش نيوز:
في ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي: “سعيدة لا ترحلي و تتركينا”
في مثل هذا اليوم من سنة 1977 وفي الصباح الباكر تحت وقع برد قارس استشهدت الشهيدة سعيدة المنبهي وهي بالكاد ابنة الخامسة والعشرين سنة، كانت الأم تناديها:”سعيدة لا ترحلي وتتركينا” لكن الشهيدة ردت بابتسامة خالدة ندّت عن شفتيها فارقت بها الحياة وكأنها تحرّضُ أمها على الفرح لا الحزن؛ فقبل ثمانية أشهر من استشهادها كتبت تقول:
“لا تبكي يا رفيقة
لا تذرفي الدموع
على وجهك الشاحب.
غدا يا رفيقة
سنرى أبعد
صوب الأفق،
صوب الشمس المولودة.
عذابك
بأحشائي استشعره،
وقلبي يتمزق.
قاومي يا رفيقة،
يا رفيقة المعركة
فالجبل في انتظارنا
وكل الثوار
وكل الأبرياء
وكل الذين يريدون
إشهار المواجهة.”
فكلّ ما نقدمه لأجل هذا الوطن علينا أن نفعل ذلك بفرح وثقة مهما كان قاسياً، فنحن لسنا مرتزقة ننتظر جزاءً من أحد، بل مسكنون حتى الوجع بحبّ هذا الوطن ولا نريده إلاّ حرّاً كريما…
سعيدة نموذج للمرأة المغربية المكافحة، نموذج للمثقف الملتحم بقضايا شعبه، نموذج لقمة الوفاء للوطن والتمرد على القهر والاستغلال…
نامي قريرة العين أيتها الشهيدة البطل، شعبك ما زال يقاوم ويراود الحلم الذي اعتنقته رغم كيد الكائدين وخيانة “ذوي القربى” و”المؤلفة قلوبهم”، فأنت النبراس الذي ينير المسير إلى فجر الحرية.
12 دجنبر 2016
عن فايسبوك عبد الرزاق الغواسلي

