العرائش نيوز :
بديهيات و شبح الوجود
رضوان الأحمدي
سالني أحدهم ، ما واقع جاليتنا ؟.. قلت له : إنها بخير و على خير ، حيويتها تسابق الخيال و طيفها يتحرك بحركية السكون
!! . هل هناك إنتماء ؟ ... أجبت : ليسوا بمنتمين كما هو معروف في التداول التواصلي ، بل هم مصابون بعلة ماض ينخر أمانيهم و حاضر ينفر من إلتواء مسارهم . ما يحركهم؟.. قلت : واو العطف ، فهم معطوف عليهم في كل الأحوال المفترضة !! . قطعا أنهم متعبون من كثرة لف و دوران ، هل الجل يحمل النظارات التصحيحية؟ قلت له : عدسات ملونة ، لكل موقف لون و الغريب أنهم يعمهون عندما يولون وجوههم نحو الشمس ،فهي لا تلائمهم ، فالظل خيارهم و مرئب تطلعاتهم ، تشرئب أعناقهم عند المصلحة و يتصاغرون عند الحاجة
.. حدثني عن تكوينم ؟... قلت : فهو تكوين مصلحي ، يتداولون المعجم على عوانهم ، يتبججون بفقدان مناعتهم كأنه مكتسب إستحقاقي و على كثب.
مشاعرهم و مواقفهم ؟ … أجبت : حسب إتجاه الرياح ، إذا كان الإتجاه يمينيا فهم يمينيون ، و إذا تغير صوب الشرق فهم شرقيون ،إعتياديا
!! . كلمني عن إندماجهم ؟.. أجبت : يشبه حضور مهرجان العيطة ؛ صخب و صراخ على حفا واد و المعنى يتلاشى بين شبق التماهي بالأصوات الفجة و أجيج الألم. نفسيتهم؟.. قلت : نهار شتوي في أزقة لندن قاتمة و تدعي إلى البكاء و صوتهم بح من شدة البكاء على الاطلال ، إستعطافا للجنب.
عزيمتهم؟… قلت : مكممة كأفواههم لا ينبسون بحرف ولا يحركون ساكن ،سكون تعب الأحلام .
ما يعجبك فيهم؟… فأجبت : البسمة الدائمة و الأسنان المشحدة ، أنيابها تقطع و تبتر كل حبل وصل و إن كان لصالحهم ،و لا أ تكلم عن الجميع و لا أعمم .

