العرائش نيوز:
الذاكرة الأدبية ( العدد الرابع)
بقلم : فرتوتي عبدالسلام
في قراءة سريعة لتراثنا من الأدب الحديث يتساءل المرء …ما الذي دفع محمود سامي البارودي إلى الكتابة على نهج القصيدة التقليدية كما وجدناها عند أبي تمام والبحتري …و غيرهم من أدباء العصر العباسي…؟ ثم ما الذي دفع كتاب ما عرف بالسلفية ..الأفغاني وعبده و الكواكبي …إلى الكتابة انطلاقا من استلهام نماذج من عصر الإسلام الأول …؟ اللائحة لا تقف هنا و يمكنها ان تمتد في ربوع الرقعة العربية الإسلامية مدا وجزرا … لكن يبدو ان الصورة البيانية هي التي استلهمت هؤلاء الكتاب و الشعراء…و كانت معاناة هؤلاء في المنفى ..حالة البارودي و محمد عبده مثلا باعثة على الإصرار على جعل القلم ملجأ للتعبير عن لواعج النفس و مكنوناتها بشكل يستحيل معه اليوم المرور إلى الكتابات المعاصرة دون الوقوف على تجارب هؤلاء… إنها الجسر الذي يمهد الطريق لما تحفل به اليوم هذه الكتابات من قضايا معاصرة … تتم معالجتها بطريق اقرب منها إلى الحداثة في معناها الأسلوبي أكثر منه الفلسفي…

