العرائش نيوز:
السلطاني يحكي : شعالة شعالة
شعالة شعالة
سواعد مفتولة ..
عيدان غليظة مختلفة الأحجام .. سيقان و فروع الأشجار ..
سلالم .. معدات و أدوات أخرى ..
ثم يبدأ البناء ..
العمل على قدم و ساق بهمة متناهية و مسترسلة ..
و هكذا .. حتى يتم الانتهاء من طابق أو طابقين .. و ربما ثلاثة ..
بعدها … تكون ( شعالة ) ..جاهزة ..
و ينطلق الاحتفال …
بعد جلب المستلزمات .. و الأفرشة التي لن يتم استرجاعها لاحقا ( متخلى عنها ) .. !!
ثلاثة أيام .. كلها أكل و شرب .. غناء و موسيقى و أهازيج و أمداح ..
و يأتي اليوم التاسع من محرم .. يوم ( شعّالة ) ..
……..
بعد تناول ( سكسو باللّية ) .. ليلا..
يخرج سكان الحي .. إلى ( الطرّي ) .. حيث التظاهرة ..
فقرات بديعة للألعاب المختلفة و عروض البراعة و الحذاقة يقدمها الشباب ..
حناجر ترتفع .. تشدو و تبدع ..
فتيات و نساء ب ( الكوال و الدربوكة و البندير ) يغنين أدوارا خاصة ..
( عاشورا عاشورا .. و القنادل مشعولة .. خرجو ولاد السلطان كيلعبو بالكرة ) ..
( اللاّ منانة و الساقية تسقيني و الواد ما يديني ) ..
فيما الفتيان و الأطفال يقفزون و ينشدون بدورهم ..
( حيّ على عاشور حيّا سكسو بالليّة حيا ّ (1)..
( بابا عاشور مات خلاّ سبعة د البنات .. ) ..
ثم يبدأ الإشعال …
طوق من الشبان الأقوياء مضروب حول ( شعّالة ) ..
و آخرون يتكفلون بإبقاء المتفرجين بعيدين بمسافة معقولة عنها ..
فيما ( المقدم ) الخاص بالتنفيذ و أعوانه يعنون بحسن الإيقاد و التعامل مع العملية..
و يرتفع الهتاف و الصياح و الزغاريد و الصلاة و السلام على رسول الله …
إلى أن تخمد الألسنة …
………
هكذا كانت معاينتي ــ حين بدأت أعي الأشياء طفلا ــ لهذا الطقس الاحتفالي السنوي لمدة أربع أو خمس سنوات …
ثم انتهى كل شئ … !!!
(1) سكسو باللية : الكسكس بذيل الكبش
“عبد السلام السلطاني”

