العرائش نيوز:
هل عاد حزب الاستقلال الى بيت الطاعة السياسي المغربي؟
مجرد كلام
لم يكن حزب الاستقلال حزبا عاديا.
هو لم يخرج من رحم الإدارة، كما لم يكن أبدا مرتبطا بشكل عضوي بالدولة، بالرغم من تماهيه في كثير من المراحل التاريخية السياسية مع متطلبات الدولة المغربية وتوجهاتها العامة.
حزب الاستقلال، منذ دائما، كان مكونا سياسيا أسياسيا في المشهد السياسي المغربي، ولكنه لم يكن أداة تستعملها الدولة وقتما تشاء كما هو الشأن مع بعض الأحزاب التي يصطلح عليها بالإدارية.
هناك شواهد عدة في التاريخ السياسي المغربي تظهر أن حزب الاستقلال بالرغم من قربه من الدولة كان يقاوم التدخل والتحكم في شأنه الداخلي وفِي قراراته، وبالتالي كل مؤتمراته العامة كانت تنتج أمينا عاما متوافق عليه داخليا أولا، ليس بالضرورة ديمقراطيا، ولكن بالاتفاق والتوافق الذي هو عَصب التفكير السياسي الاستقلالي.
كان هذا قبل أن يصبح حميد شباط أمينا عاما للحزب، والذي معه دخل الحزب في سياق سياسي آخر، الجميع يعرف أنه سياق مختلف، ولكنه لا يخرج عن النسق السياسي المغربي الذي يعتبر كل الأحزاب المغربية كيانا واحدا يجب أن يمتثل للتوجهات والقرارات التي هي في مصلحة الدولة، من وجهة نظر الدولة نفسها.
وصول شباط إلى الأمانة العامة لحزب الاستقلال كان له ما بعده، وخروجه منها بالطريقة المعلومة سيكون له كذلك ما بعده، ولكن هذه المرة بدون شوشرة أو تنطع أو عصيان في اتجاه بيت الطاعة السياسي المغربي.
يبقى السؤال، هل سنشاهد نفس السيناريو في المؤتمر العام القادم لحزب العدالة والتنمية، ويتم تعبيد الطريق الوردي أمام تيار الاستوزار لتكتمل الصورة الجميلة للأحزاب المغربية، أم أن تيارا آخر داخل الحزب سيقف بالمرصاد ليدافع عما بقي من كرامة الأحزاب المغربية المسكينة؟
محمد بنقدور الوهراني

