جمعية منتدى المرأة للمساواة والتنمية  بشمال المغرب تصدر بيانا حول أوضاع النساء في زمن كورونا بمدينة العرائش

العرائش نيوز:

في ظل ما تعرفه مدينة العرائش بعد ظهور وباء فيروس كورونا المستجد داخل معمل لتصبير السمك، و بعد فرض إجراء الحجر الصحي داخل البيوت على عاملات وعمال هذه الوحدة الصناعية، تلقت جمعية منتدى المرأة للمساواة والتنمية  بشمال المغرب عدّة اتصالات تفيد بتعرّض هؤلاء النساء العاملات إلى عدّة ضغوطات اجتماعية و تعسفية، تتمثل في العزلة و التهميش. وعلى إثر هذه الشكايات، أصدرت جمعية منتدى المرأة البيان التالي:

بيــــــان

بالرغم من تحذير جمعية منتدى المرأة من تدهور أوضاع النساء منذ اليوم الأول لظهور وباء كورونا، وتشديدها على ضرورة دعم النساء ومناهضة كل أشكال العنف المحتمل تعرُّضهنَّ له في ظروف الحجر الصحي، لكن ذلك لم يلق أية استجابة إلى أن ظهرت الحالات الوبائية على مستوى الوحدة الصناعية خيل كوميس.

ونحن في جمعية منتدى المرأة نتابع بقلق شديد وضعية النساء ضحايا العنف في ظل الحجر الصحي نتيجة تفشي جائحة كورونا، ارتأينا تسليط الضوء على هذا الواقع الاستثنائي الذي تعرفه النساء في العرائش، بعد اكتشاف الوباء بمعمل تصبير السمك والذي يمثل النساء نسبة مهمة من المشتغلين به، والذين فرض عليهن الحجر الصحي في ظروف تتسم بالتمييز والتهميش.

ومن خلال متابعتنا للأوضاع وتواصلنا مع عدة حالات تبين لنا ان هؤلاء النساء تحولت حياتهم إلى جحيم من المعاناة جراء التمييز والرعب والقهر والتهميش، وهروب الناس منهن ومطالبتهم السلطات بترحيل الضحايا المشتبه بإصابتهن بالفيروس من الأحياء السكنية خوفا من العدوى، بل منهن من واجهت رفض صاحب الدكان من التعامل معها وسماحه في ثمن البضاعة خوفا من العدوى. وأخرى رفض صاحب طاكسي توصيلها إلى المستشفى عندما تعرف عليها بأنها من عاملات المعمل المذكور، بل منهن من رفضت الضيعات الزراعية بالعوامرة تشغيل إحدى شقيقات من العاملات بخيل كوميس مخافة من العدوى.

ومن معاناة العاملات كذلك، حسب تصريح إحداهن، صعوبة الاهتمام بأطفالهن تحت الحجر الصحي، فهن من يقابلن أطفالهن، و ليس لهن من يقوم بذلك، بل منهن من تواجه هروب أفراد عائلاتهن منهن خوفا من العدوى، ومطالبتهن بمغادرة بيوتهن .بل من أغرب و أفظع ما تتعرض له هؤلاء العاملات هو غياب فضاءات الإقامة في زمن الحجر، فهن يقطن في بيوت ضيقة من غرفتين على الأكثر مع مطبخ واحد ومرحاض واحد مشترك، بحيث يصعب تنفيذ الحجر في هذه الظروف مع غياب وسائل التعقيم، وضعف وعي العائلات بتفشي الوباء و التعامل مع الضحايا على أنهن مصابات و ناقلات للعدوى، رغم أن ذلك لم يتأكد بعد. وكذا عدم استفادة عدد من النساء المعوزات من الدعم المادي لصندوق كورونا، وخاصة المطلقات والأرملات المعيلات لأسرهن، لذلك وجب تكثيف الدعم المادي والمعنوي للنساء المعوزات وخاصة العاملات ضحايا الفيروس لأنهن تستحقن هذا الدعم في هذه الظروف.

وعليه فإننا في جمعية منتدى المرأة نسجل ما يلي:

* تصاعد منسوب للعنف تجاه النساء في ظل الحجر الصحي، بحيث تلقت الجمعية عدة شكايات تتعلق بالعنف ضد النساء إذ يستغل المعتدون حالة الطوارئ لممارسة ساديتهم على النساء في ظل صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية وإلى العدالة.

*تحميلنا كامل المسؤولية للسلطات المحلية لما آلت إليه أوضاع العاملات بمعمل تصبير السمك، بالإضافة إلى جشع الباطرونا.

* مطالبتنا المسؤولين التحرك سريعا لإنقاذ العاملات والعمال ضحايا الفيروس عبر تكثيف التحليلات المخبرية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم(ن) وحمايتهن من جميع أشكال العنف والتهميش والتمييز.

عن المكتب

رئيسة جمعية منتدى المرأة

فتحية اليعقوبي


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.