المد الجماهيري بمدينة العرائش (16) الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطّلين بالمغرب (الجزء السّابع)

العرائش نيوز:

بقلم: أبو التّوأم

أنجزت الوقفة الوطنية الموحدة زمانيا ومكانيا بمدينة الرباط، وهي المعركة التي أظهرت صلابة تنظيم الجمعية وقوة هياكلها، وفي نفس الوقت أربكت مختلف الآليات وأجهزة المخزن. فقد أنجزت الوقفة بنجاح تام شارك فيها مئات المعطلين والمعطلات، واستعمل فيها المكتب التنفيذي للجمعية عدة خدع من أجل إنجاحها:

  • عدم ذكر مكان الاعتصام
  • عدم ذكر ساعة الاعتصام
  • التصريح بأن الاعتصام سيكون أمام مبنى البرلمان
  • التراجع عن الوقفة بشكل نهائي
  • كلفت انأ والحسن علابو للوقوف بباب المقر من أجل التوهيم بأننا نودّع الرفاق الخارجين من باب مقرالاتحاد المغربي للشغل
  • وقفة احتجاجية ناجحة أمام باب مندوبية التشغيل لمدينة الرباط، ثم العودة إلى مقر الاتحاد المغربي للشغل، والإعلان عن اختتام البرنامج النضالي بمدينة العرائش.

شاركت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب في عيد العمال الأممي فاتح ماي 1993 بشكل منظم، وهذا بمشاركة الطبقة الشغيلة بهمومها وانشغالاتها، ونتيجة اشتغالنا بمقر الاتحاد المغربي للشغل، فقد خرج كل المعطلين بهذه المركزية ومباشرة بعد فاتح ماي، سيعقد لقاء مع السيد عامل إقليم مدينة العرائش قصد الاتفاق على طريقة وتاريخ مباراة ولوج شركة لرديل R.D.E

وبالفعل سيتوصل معطلي ومعطلات الجمعية باستدعاء من طرف السيد الخليفة الأول ( محمد العروسي البقالي) قصد اجتياز المباراة بثانوية مولاي محمد بن عبد الله يوم 1993/05/23.

هذه المباراة التي تم اجتيازها من طرف المئات من معطلي الإقليم، الشيء الذي زاد من تخوفاتنا (أمام هذا العدد الهائل من المعطلين الوافدين على الثانوية)، من عدم تنفيذ الاتفاق الذي بين الجمعية والسلطة الإقليمية باعتباره أن المباراة هي مباراة شكلية وأن نتائجها ستكون من نصيب لائحة الجمعية المقدمة للسلطة بناء على معايير الجمعية المحددة في الفاعلية.

قبل موعد المباراة بأيام، وقع حدث هام ومؤسف في تاريخ الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ألا هو اغتيال الرفيق مصطفى الحمزاوي، أحد الوجوه البارزة للجمعية بمدينة خنيفرة وذلك داخل مخفر الشرطة 16 يوم ماي 1993.

كلفني السيد رئيس الجمعية المغربية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، مصطفى الشافعي بالذهاب إلى مدينة خنيفرة من أجل إنجاز تقرير للجمعية عن الحدث، خاصة أمام أخبار تقول عن اعتقال عضو المكتب التنفيذي، حسن ناريداح، و توجهت على الفور إلى مدينة خنيفرة أمام أخبار تقول عن اعتقال المعطلين الوافدين إلى مدينة خنيفرة في تلك الأيام نتيجة هذا الحدث.

وبالفعل بمجرد وصولنا إلى مدخل المدينة وجدنا عدة حواجز للدرك الملكي، وتحسبا لاعتقالي من طرف رجال الدرك، خاصة أمام غياب وسائل التواصل آنذاك (لا هاتف محمول ولا وسائل أخرى ….) كتبت في تذكرة الحافلة ما يلي:

عبد الخالق الحمدوشي عضو المكتب التنفيذي لجمعية (ح .ش .م . م) وأعطيتها لأحد الأشخاص الذي كان جالسا بجانبي وطلبت منه توصيل هذه الورقة (التذكرة)، في حالة اعتقالي، إلى مقر ك.د.ش الذي كان يحتضن اعتصاما للمعطلين بسبب هذا الحادث.

وصلت إلى مدينة خنيفرة، وهي زيارتي الأولى لهذه المدينة، توجهت مباشرة إلى مقر نقابة ك.د.ش قصد اللقاء بالمعطلين، إلا أنني وجدت أن الاعتصام قد تم رفعه كشكل نضالي نتيجة تدخل رجال الأمن.

و بعد تفكير طويل قررت الذهاب إلى المستشفى خاصة وأن جثة الرفيق الحمزاوي مازالت هناك، جلست في المقهى  المقابلة لتلك المستشفى (لأعرف فيما بعد أن جل من كانوا في المقهى من أجهزة الأمن والمخابرات بمختلف تلاوينهم)

توجهت نحو إحدى الملبنات (المقشدة ) التي توجه إليها احد الممرضين بلباسه الأبيض، آخذا جميع الاحتياطات اللازمة وسألته عن منزل الفقيد، وهل الجثة ما زالت بالمستشفى.

استقليت سيارة أجرة وتوجهت إلى منزل الفقيد، حيث احتضنتني العائلة بحرارة، ووجدت بالمنزل زوجة الشاهد الذي كان هو أيضا بمخفر الشرطة (من جل شيك بدون رصيد) ليلة اغتيال الرفيق الحمزاوي، وحكى لي عن سماعه للصراخ والتعذيب الذي تعرض له الرفيق في تلك الليلة، هذا الرجل الذي فنّد الحكاية الرسمية التي قالت بأن الفقيد انتحر بإحدى النوافذ بالمخفر، ليتضح أن طول المسافة بين النافذة والأرض تساوي طول قامة الفقيد.

أمدّتني العائلة بكل المعلومات الضرورية من أجل إنجاز التقرير، كما أمدّتني بإحدى صور الفقيد، وهي الصورة التي مازالت تتداول إلى حد الآن في صفوف مناضلي الجمعية.

أخذني أخ الفقيد في جولة بالمدينة بواسطة دراجته النارية ليصف لي المكان الذي اعتقل فيه الفقيد إلى أن وصلت إلى المحطة الطرقية، حيث توجهت إلى مدينة فاس، ومن تم إلى مدينة وزان.

سلمت التقرير المنجز إلى السيد رئيس الجمعية مصطفى الشافعي، وقضيت الليلة معه بمدينة وزان وكان برفقتنا يونس محمد، الذي سيخلف مصطفى الشافعي في المكتب التنفيذي فيما بعد.

توجهت بعدها إلى مدينة القصر الكبير حيث كان ينتظرني فرع الجمعية في جمع عام حاشد في انتظار التقرير الذي أنجزته عن مدينة خنيفرة، كما ناقشنا على الهامش مباراةR .D.Eو بعض المشاكل التنظيمية للجمعية.

ظهرت نتائج مباراة ولوج مركز التكوين التابع للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتطوان، هذه النتائج التي أخرست أفواه من كانوا يتربصون بالجمعية ونتائج المباراة، إذ أوفت السلطة الإقليمية بوعودها وأفرزت لائحة الجمعية من اللائحة الناجحة في هذه المباراة، إلا أن المفاجئة كانت أن اللائحة ضمت 15 معطلا وليس 20 معطلا كما كان متفق عليه سابقا، لنعلم فيما بعد أن السيد عامل إقليم شفشاون، ونتيجة تدخل جمعية  معطلي الشاون، والذي طالبوه أيضا بنصيبهم في هذا التوظيف الجهوي، تدخل لدى الوالي والذي أمر بتفويت 10 مناصب من مجموع 40 منصبا المتفق عليها إلى  معطلي مدينة الشاون، ليتم حذف 5 مناصب من مدينة العرائش و5 من مدينة القصر الكبير.

1993/11/05:  سنلتحق بمركز التكوين بتطوان لنُدشن تواجدنا به بوقفة احتجاجية بسبب الغموض الذي كان  يشوب هذا المركز، وبالتالي كنا نريد معرفة مدّة التكوين وموادّه ونوع السلم الذي سنحصل عليه بعد التخرج.

طلبت منا إدارة المركز تشكيل لجنة قصد مباشرة الحوار مع الإدارة، وتطوعت أنا والرفيق عبد المومن بوعشية.

من اليمين إلى اليسار: حسن الناو، محمد أدردور، عبد المومن بوعشية، عبد الخالق الحمدوشي

 ولم يرد أحد التطوع معنا لأن لجنة الحوار للسنة الماضية تم طردها من المركز وإلحاقها بالعمل بوكالة بتطوان. ومن بين الأسماء التي كانت تتضمن اللجنة (عبد الحميد الدوبلاني، عبد الرحيم غزولة ). باشرنا الحوار بلجنة ثنائية لمدة شهر أو أكثر، وكان المرحوم “با عيسى”، الكاتب العام لنقابة الوكالة آنذاك، سندا لنا بالإضافة إلى مناضلين آخرين.

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.