مجلس الجماعة القصر الكبير :قراءة على ضوء بيان تحالف الأغلبية

العرائش نيوز:

ربيع الطاهري

شكلت انتخابات 8 شتنبر 2021 الجماعية منها نقطة فارقة بمدينة القصر الكبير ،بين تيارين متنافسين الأول يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته ككائن انتخابي قوي بشهادة خصومه قبل محبيه ،الطامح للهيمنة لولاية ثانية على مقاليد تدبير مجلس الجماعة الترابية للقصر الكبير تحت جلباب الأحرار ،والذي حصد 7651صوتا من الهيئة الناخبة ب12مقعد،وبين تيار رفع شعار “من أجل التغيير” لإسقاطه، والمكون من أحزاب (الاستقلال،الاصالةوالمعاصرة، العدالة و التنمية،الاتحاد الاشتراكي،الاتحاد الدستوري ،الحركة الشعبية،وجبهة القوى الديمقراطية)+اللائحة المستقلة ،ب17مقعدا،بينما أحزاب كل من الاسد،و الأمل ،و الكتاب ،والنحلة والبيئة فقد كانت خرجاتها و حملتها إحمائية متربصة لمن ستكون الغلبة بعد فرز الأصوات ،فكان ماكان باصطفافها في الليلة الأولى من النتائج يوم الخميس 9شتنبر2021 في صف الحمامة ب6مقاعد مكنت تيار الرئيس المنتهية ولايته من حصد 18صوت لرئاسته بأغلبية غير مريحة جعلته يتريث في الإعلان عن نتيجة تحالفه متربصا بالضفة الأخرى عساه يصطاد بجبنه المألوف بعض الفئران القلقين والمرتابين في جبهة التغيير وجالسين على الجمر أو على مضض بتعبير صريح للأسف.
فكيف آلت الغلبة لضفة الرئيس المنتهية ولايته؟!، وماهي الأسباب الموضوعية لإضعاف جبهة لأجل التغيير؟!.

أولا: مكامن القوة بالنسبة لجناح محمد السيمو :

-انطلاقه العددي ب 12مقعد يفصله 6مقاعد لتشكيل الأغلبيته.
-تمرسه في التفاوض القبلي والبعدي، و استعمال المكر السياسي و كل الطرق لجلب الخصوم إليه قبل مناصريه.
-زرع الشك في الضفة الأخرى باختراقات متتالية هنا وهناك .
-حسن القيادة للمجموعة، وزرع الإطمئنان و الثقة باعتبار حزبه حصل على الهيمنة الإنتخابية تشريعيا وجهويا و محليا يمنح لمن في كنفه الأفضلية .

ثانيا:مكامن الضعف في ضفة “لأجل التغيير”:

-غياب القيادة الجامعة والتي من الممكن أن تزرع اليقين ومجابهة الخصم السياسي رغم وجود عنصريين يملكان من التمرس السياسي ما يجعل أحدهما متفوق على الآخر بفارق الحزم و الصرامة والقدرة على زرع الثقة، ولكن للأسف لم يبدي استعداده لرفع تحدي للتنافس على الرئاسة فكان الفارق ونقطة الضعف جلية .
-غياب الجرأة التفاوضية و المبادرة الجادة ،و الإحتضان السياسي ، و تسخير الوسائل لإقناع العناصر المتدبدبة من المجموعة ،و الأطراف الأخرى في الضفة المقابلة، والقدرة على إختراق جهة خصمهم السياسي محمد السيمو .
-رمزية سيئة لمن يطمح للرئاسة بخلفية المشاركة في الولاية الإنتدابية المنصرمة ،الموسومة بالفساد وسوء التدبير و العبث كما كان يوصفها النشاط الفيسبوكيين و الممتبعين للشأن المحلي ،جعلته غير محاط بالإجماع ،إن على مستوى المجموعة أو الشارع القصري، ولا يعكس بحق خطاب و شعار التغيير والإطمئنان لمستقبل تدبير الشأن المحلي للمدينة ،رغم شهادات البعض من داخل المجموعة… ،تعتبرغير ذي جدوى.

ثالثا:تحصين الذات وتعزيز المكتسب ،ودور اللائحة المستقلة في عملية بناء التحالف من عدمه :

إن ما شاب اللائحة المستقلة من لغط و نقاش قبل الإنتخابات وأثنائها وبعدها ،يؤكد أن عربها والداعم لها هو من كان يملك زمان أمرها ،بمنطق تجاري ” الربح و الخسارة “، و ليس بمنطق سياسي قائم على خدمة الصالح العام، لأنه من سابع المستحيلات الإنسلاخ عن من له الفضل في بروزه كقوةمالية في ظرف خمسة سنوات من ولايته على رأس الجماعة والآمر بصرف للمال العام الجماعي ،جعلته يتربع على عرش الملايير في وقت جد قياسي، وبقدرة قادر أصبح المعارض الشرس للفاسد كما روج لها في حملته الانتخابية ، وهو الذي عاش في كنفه وغرف من خيراته .
ما يمكن قوله للأسف ،أن لائحة العداء لم تكن مستقلة القرار، وما وكيل لائحتها إلا موظف مع بعض التعديلات لدى عرابها وخير دليل هو بيانهم المرتبك و الغير المصاغ بعناية وبذلك :
-أن الحرص على الإسهام في تدبير الشؤون المحلية والإرتقاء بها رهين بمحاربة الفساد أولا، و القطع معه بالمحاسبة عبر تحقيق رغبة الساكنة بالتغيير ثانيا .
-وأن التعاون مع الفرقاء(محمد السيمو) ليس بالضرورة الاصطفاف ضمن الأغلبية الغير المتجانسة من أجل مواصلة الإصلاح، وتجويد آليات تدبير الشأن المحلي لخدمة مدينتنا ،هو تناقض صارخ مع شعارات الحملة الإنتخابية، وضرب لثقة الناخبين الذي آمنوا بمشروع التغيير الذي قاده وكيل لائحتها السيد عبد الله المنصوري الذي كان بإمكانه أن يحافظ على ذاك التوهج والاجماع القصري ،من خلال رفع التحدي بترشحه للرئاسة كقوة إنتخابية ثانية أفرزتها صناديق الاقتراع ليوم 8شتبر 2021 بإرادة حقيقية ،وبدعم من عرابه دون الإلتفاتة لجناح ماكان يوصفه بالفاسد في حملته الإنتخابية ،ومنافسته بندية و شرف و اعتزاز ،محافظا على العهد الذي قطعه مرشحي لائحته بضرورة التغيير ومحاربة الفساد .
كما أنه من غرائب المتناقضات في بيان الإرتباك للائحة المستقلة هو ارتباطه كهيئة سياسية بالمتغير الإقليمي،والجهوي ،والوطني وهذا ضرب من الجنون في استحضار لموازين القوى و منطق رابح رابح ،الغير الموجود كليا باعتباره ليس حزابا او هيئة سياسية ذات تواجد جغرافي بربوع البلاد .

رابعا:حزب الوردة التي أضحى بلا عطر الفيحاء :

وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير ،نعم إننا نعتز بوجود وجه شاب من مدرسة رفاق عبد الرحمان اليوسفي ألا وهو” صلاح الدين الحميدي” الطموح ،كان الأمل في تماسكه ،وحرصه على دعم جبهة من أجل التغيير، و الذي كان من روادها قولا وفعلا، ولكن للأسف هنا استحضرت مصلحة الحزب بمنطق البراغماتية النفعية الضيقة، في ضرب لأعراف الالتزام السياسي لما يسمون أنفسهم بالأحزاب الوطنية للأسف الشديد ،ننتظر بيانهم لشرح الموقف وإن على سبيل الشكل دون الغوص في المضمون ،الذي وإن قيل فيه المصلحة العليا للوطن لن يصدقها أي عاقل قصري .

خامسا: موقف وكيل لائحة الحصان :

الغير الحاسم والجازم في تقدمه للترشح للرئاسة والمتردد في مواقفه و الذي أضاع فرصته التاريخية التي لن لم تتكرر في زمننا السياسي مع تقنية القاسم الانتخابي ،ومحاولة جمع المجموعة وتوحيدها نحو هدف التغيير.
صفوة القول : هو أن ضفة لأجل التغيير تميزت بالإرتباك السائد، إما لضعف التجربة السياسية للبعض من داخل مجموعة أو للثقة المفرطة في مؤهلاتهم وقدرتهم في الحصول على أغلبية بدون عناء و اقناع بسداجة سياسية غريبة.
سبحان الله هي عوامل في قراءة متجردة لمسببات موضوعية وواقعية عملت مجتمعة بتغليب ضفة محمد السيمو ،وخدمت مشروعه في الإستمرار ستة سنوات رئيسا لمجلس الجماعة الترابية للقصر الكبير ،اجتمعت كل المكونات لنجاح التجربته السياسية في ولايته الثانية على رأس بلدية القصر الكبير وذلك بوجوده في قبة البرلمان،وامتلاك حزبه للسلطة التنفيذية برئاسة الحكومة و مجلس الجهة و المجلس الإقليمي ،فلا مبرر له للنكوص أو خدلان ساكنة القصر الكبير بمواصلة الإصلاح هو شعار حملته الانتخابية وتعاقد جديد من أجل مصلحة المدينة وساكنتها ،وتحقيق التنمية والتأهيل الحضري و المجالي لمدينة القصر الكبير .
كما من حق المعارضة المتبقية من أحزاب المصباح،و الميزان ،و الجرار و الحصان والسنبلة و الزيتونة أن تعتبر نفسها في تمرين ديمقراطي قد يقوي شوكتها إذا حققت الإنسجام في المواقف و الممارسة الرزينة قوامها معارضة بناءة في خدمة المدينة، ورقابة موجهة و ناصحة، وتقويمية للعمل التدبيري للشأن العام المحلي بالمدينة ،لا أن يعمل كل على شاكلته بتفكك وتشتت وانفرادية .


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.