المستشار مصطفى الحاجي:الظاهرة بين الردة و البراغماتية السياسية …!!!

العرائش نيوز:

ربيع الطاهري

ما دفعني أن أتناول هذا الموضوع هو الأحداث الكثيرة التي طبعت مسيرة هذا الشخص السياسية بمتغيراتها و ما خلفته من لغط و نقاش وجدال بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك Meta ، خلال هذه السنة و سنوات ولايته الانتدابية المنتهية.
إن من يعرف مصطفى الحاجي بالأمس القريب كان ذلك المدافع الشرس عن زعمائه الإخوان السياسيين وطنيا و جهويا و حتى محليا بمرجعيته إلى حد التطرف و التعصب السياسيين ،وكان أحد أدرعها الفيسبوكية الضاربة،كلما انتقد أحد تدبير مجلس إخوانه في العدالة والتنمية إلا و يخرج مكشرا عن أنيابه ،وكان كما قيل عين الزعيم المحلي الذي لا تنام ،سواء بين بنو جلدته من مرجعيته أو ما يقع بالمدينة وما يفعله خصومه السياسيين ،اتهم في صمت بين أهل عشيرته السياسية بأنه مندس كالحرباء المتغير لونها ،و ناقل لما يدور من أسرارها في مطبخها الداخلي لجهات يعلمها إلا هو… ، سطع نجمه السياسي مع صعوده كمستشار جماعي بالمجلس الإقليمي في الولاية الانتدابية 2021/2015 (منتزه ابوهاشم) ،و مع إخوانه بالمجلس الجماعي بالقصر الكبير كفريق المعارضة . قام بالرقص على الحبلين بين السيمو وفريقه من المعارضة تحت الإكراه كما يروي لمقربيه نظرا للمضايقات التي تعرض إليها من صديق مائدة إفطاره السياسي بمقهى البسمة …،فكانت مواقفه تعبر عن البراغماتية السياسية،والنفعية الشخصية حفاظا على مصالحه (المحلات التجارية )منها ما هو في ملك الجماعي ،و منها ماهو بيد شريك صاحبه وخصمه السياسي بالأمس القريب ،فكان ما كان من قصة المحلات التجارية والتي عرفها القاصي و الداني ،كانت سببا في عزله ولكن ظل ولاءه و مساندته للسيمو في كثير من خرجاته وتدويناته معبرا عليها بالصور والمواقف ثارة ، ضاربا عرض الحائط سنين لحضنه السياسي ومرجعيته و زعمائه ،استشعر سلفا في اعتقادي البسيط نهاية عقد اخوانه وبزوغ واستمرارية الكائن السياسي صديق مائدة أفطاره ، تربص للنيل من من كانوا سببا في مشاكله وعزله ،وانحنى للعاصفة و أمواج المكر العاتية من بعض مستشارين المجلس السابق ،تحين الفرص إلى حين اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الجماعي 8شتنبر 2021 ،فكان ماكان من PROPAGANDE مارسها على وتر العاطفة الجياشة على العامة ،صدقه من صدقه، وشكك في موقفه من يعرف الشخص وميزاجياته البراغماتية الضيقة، فخرج عداء (مستقلا)في سباق انتخابي كان نجمها بخرجاته الفيسبوكية، ومعارضته لصديق مائدة افطاره حاليا ،فشلت يده أربعة عشر يوما لا أقل و لا أكثر، إلى أن دخل مع (أخيه) و (أخته)في الأمتار الأخيرة بسرعة البرق متربعا على عرش النيابة الأولى و رئيس لجنة بالجماعة … ثم بقدرة قادر طار على جناح الحمام بهدير صاخب .فهل هي براغماتية الشخص السياسية و النفعية الشخصية؟!!! ، أم ردة على مرجعية إخوانه السياسية ؟!!!.
هو شخصية سنة 2021 السياسة بامتياز ،و التي تفصلنا أيام على توديعها .
مصطفى الحاجي هو ظاهرة حقيقية مصغرة لواقع السياسي المغربي بثقافة البراغماتية السياسية الضيقة ،و ليس بعمق السياسة عند ارسطو و افلاطون ،فلسنا بالمدينة الفاضلة ،أو بالاخلاق السياسية كما عند الأنجلوسكسون …أو الأمم المتحضرة …
فمن اعتقد مصطفى الحاجي المهدي المنتظر فقد ظل ،و من كان يحسب معارضته كالمهدي بنبركة فقد اختل ،ومن حسبه سياسي بأخلاق اليوسفي فقد زل ،هو مواطن بسيط حط به القدر الإلهي على بساط السياسة دون أن يكون له حتى مجرد حلم أو نبوءة على أنه سيكون ما هو عليه اليوم ،فلا تحملوا الشخص ما لا طاقة لكم به، و رماحكم ووجهة نقدكم على عراب الفساد و المفسدين ،ومن سبب تعاسة السياسة و السياسيين ،ومن حول المدينة الى منجم ذهب من طين ،وضيعة لأهله وبطانته ،و من استباح المال العام و أهدر التنمية بعبث تدبيره، هو صاحبه على مائدة أفطاره السياسي بالبيصار و زيت الزيتون ،وطار به على جناح الحمام .


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.