بين المواطن المتحضر و “بوزبال” العرائش لازالت رهينة !!

العرائش نيوز:

لا أحد ينكر ان مدينة العرائش عرفت تطور ملموس على مستوى النظافة خصوصا بوسط المدينة وبعض المرافق العمومية على راسها شاطئ راس الرمل، والفضل في ذلك بالدرجة الأولى الى شركة النظافة الجديدة التي تسلمت هذا القطاع بالمدينة، وابانت عن هوة كبيرة من الناحية المهنية بينها وبين الشركة الماضية لحدود الساعة.

لكن هل يمكن ان نقول ان مدينة العرائش مدينة نظيفة ؟؟ طبعا لا !!، هل يمكننا ان نقارن مدينة العرائش بالمدن الأوروبية مثلا او حتى بعض المدن المغربية – وهي قليلة بالمناسبة – ؟؟.

لماذا لا نتجرأ على مثل هذه المقارنات ؟؟ هل السبب تتحمله شركة النظافة ؟؟ طبعا لا !! لا يمكن لأي شركة نظافة كيف ما كان نوعها ان تحل مشكل اتساخ المدينة اذا كان أهلها لا يتحلون بثقافة احترام الفضاء العام واعتبار الحفاظ على النظافة واجب وطني، حتى لو وضعنا رجل نظافة لكل مواطن وهذا امر مستحيل طبعا فلن نصل الى هدفنا وهو مدينة العرائش بشوارع نظيفة.

يكفي ان نشاهد فيديو لمجموعة من الشباب العائدين من احدى السهرات الفنية التي أقيمت هذا الصيف، هؤلاء الشباب دون أي داع اخذوا يركلون كراطين واكياس الازبال بشارع الحسن الثاني محدثين فوضى كبيرة، حولت هذا الشارع لمزبلة حقيقية.

و قد تجد هؤلاء الشباب يكتبون بوسطات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، يشتكون فيها من الازبال بالمدينة او يضعون صور المدن الأوروبية ويتساءلون لماذا لا نملكن مدنا مثلهم؟ الجواب سهل لأننا نملك مواطنين مثلكم !!

في المقابل هذه الصورة السوداوية هناك بقعة ضوء وسط كل هذه العتمة ، وهي نموذج لمواطن يصنع لوحده الفارق ، وسط شارع الحسن الثاني ، هذا الشارع الذي اصبح الرمز الأكبر للفوضى و الانتساخ بالمدينة ، بعد ان تحولت ارضيته بفعل الفراشة و أصحاب المحلات التجارية المهملين الى بقعة سوداء تكسوها طبقات الوساخة والعفن.

وفي مبادرة تشكل استثناء نرجوا الا يؤكد القاعدة ، تاجر بشارع الحسن الثاني صاحب محل تجاري وهو عبارة عن بزار ، يلتزم بشكل يومي قبل فتح محله بغسل المساحة المقابلة لمحله ، هذه المبادرة الطيبة ، حولت هذه المساحة المقابلة لمحله الى مساحة بيضاء وسط محيط اسود ، مبادرة بسيطة ولكنها تبين ان الرهان من اجل خلق التغيير يكون دائما على المواطن ، بناء على قاعدة اعطني مواطن متحضر نظيف اعطيك مدينة متحضرة ونظيفة.

واذا عكسنا القاعدة يمكننا ان نقول دون مواربة ان الآفة الأكبر لمدينة العرائش هي ساكنتها.

لذا فالرهان من اجل عرائش اجمل بالمستقبل ، هو غرس ثقافة المواطنة و التحضر بالاجيال القادمة ، وهو رهان فيه الكثير من الطوبوية ، مادامت مدارسنا مليئة بالازبال ، وجمعيات المجتمع المدني تتقاتل على المنح و الدعم ، الا ان الامر ليس بالمستحيل وان كان صعب المنال.

م.ص


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.