تحدي النظافة بالعرائش.. هل هي مشكلة الشركة أم مشكلة عقليات ؟؟

العرائش نيوز:

ربما لا يختلف اثنان بمدينة العرائش على أن شركة العرائش بيئة “كازا تيكنيك” أفضل من دبر قطاع النظافة بتاريخ مدينة العرائش، خصوصا وأنها جاءت بعد صفقة كارثية أبرمت مع شركة هينكول والتي أزكمت الأنوف بروائح الفساد قبل أن تغرق شوارع المدينة بالازبال، لتنتقل بعدها المدينة الى مرحلة جديدة مع شركة العرائش بيئة ، حيث عرفت الشوارع الرئيسية بالمدينة عمليات الكناسة بشكل يومي ، هذا غير غسل الاسواق والشوارع بصفة دورية.

قطاع التدبير المفوض للنظافة يعتبر من الملفات الحارقة كما انه احد اهم عوامل الفشل في أداء مجموعة من الجماعات على المستوى الوطني ، ويكفي القول ان رئيس جماعة العرائش السابق و مجموعة من الموظفين توبعوا بملف يتعلق بشركة النظافة “هينكول” وصدر فيه حكم بتغريم رئيس الجماعة مليار و 400 مليون سنتيم بسبب التغطية على تقصير شركة هينكول ، هذا الحكم سيرن في اذن العديد من المسؤولين الحاليين والقادمين ، كما انه سيعمل والى حد كبير على تحصين عمل الشركة الحالية وابعادها عن مكائد الابتزاز على الاقل من طرف السياسيين والموظفين الكبار ، رغما انه لا ولم يقطع مع عمليات الابتزاز من قبيل “خدملي نسيبي ولا نكتب عليك”.

اليوم تنخرط العرائش بيئة في حملة واسعة استعدادا للموسم الصيفي ، موسم الصيف يصبح تحدي شاق لأي شركة نظافة ، كون مدينة العرائش على غرار العديد من المدن المغربية الشاطئية يتضاعف عدد ساكنتها خلال هذه الفترة من السنة ما يستلزم مجهودا مضاعفا من قبل الشركة لمواكبة الزيادة السكانية .

وفي ظل كل هذا يبقى التحدي الاكبر لأي شركة نظافة هو عقلية المواطن ، فمهما كانت امكانيات الشركة وحجم اسطولها فستكون عاجزة عن تنقية مدينة ساكنتها تفتقر للحس الحضاري و النزوع نحو احترام نظافة الفضاء العام ، هذا الامر للاسف اصبح سلوك شائع بين ساكنة المدينة ، فإلقاء الازبال بالشارع كيفما اتفق ممارسة عادية لأغلب المواطنين، هذه الممارسة -القاء المخلفات من قناني فارغة و اغلفة الوجبات المستهلكة- طقس يومي يمارسه شباب يحملون آخر صيحات الحضارة من لباس وهواتف نقالة لكنهم للاسف يفتقرون لابسط شروط التمدن الا وهو عدم القاء الازبال بالشارع ، ومن اجل الحفاظ على شوارع المدينة نقية مع مثل هذه الممارسات على شركة النظافة ان تجعل وراء كل مواطن رجل نظافة يتبعه من خلفه ليزيح عن الارض ما يلقيه خلفه !!

وينضاف الى هذا مخلفات المحلات التجارية اذ ان اغلب التجار ومحلات الأكلات السريعة وسط المدينة يتكاسلون عن حمل مخلفاتهم بضعة امتار نحو حاويات الازبال ويكتفون برميها كيفما اتفق امام ابواب محلاتهم على اساس ان شركة النظافة عليها ان تمر على المحلات محلا محل من اجل حمل هذه الازبال.

وتبقى الكارثة الكبرى المتعلقة بالباعة الجائلين والاسواق العشوائية ، وكما هو متعاقد عليه بين شركة النظافة و جماعة العرائش الاسواق الرسمية هي ما يلزم الشركة تنظيفها ، اما الحقيقة داخل مدينة العرائش فمدار وشارع رحبة الزرع احد اكبر الاسواق العشوائية و المنتجة لكمية هائلة من الازبال الصعبة المعالجة و شوارع جنان باشا وغيرها ، تتحول بشكل يومي والى ساعات متأخرة من الليل الى سوق مفتوح ما يتطلب عمل 24/24 من طرف الشركة خارج دفتر التحملات المتفق عليه والذي لا يتحدث عن اسواق مثل هذه .

ينضاف الى كل هذا عدم التزام المواطنين بوقت رمي الازبال ، فبعد مرور الشاحنة وغسل حاويات الازبال ، تجد هذه الحاويات ملئت من جديد بعد خروج عشرات المواطنين لرمي ازبالهم منتصف النهار او مع الظهيرة !! الامر الذي يجعل هذه الازبال عرضة لأشعة الشمس وفي انتظار موعد مرور شاحنة الازبال تتحول هذه الحاويات الى قنابل مشعة بالعفن والعطانة.

وكمثال تعتبر مدينة تطوان احد اكثر المدن نظافة ونظام بالمغرب وهذا الامر لا يرجع الى شركة “اوزون” التي تدبر قطاع النظافة بها بالإضافة الى مجموعة من المدن المغربية ، بل ان سر نظافة مدينة  تطوان يرجع  بالاساس الى رقي وتحضر ساكنتها ، ولا يمكن ان تكون مدينة نظيفة كيفما كانت الشركة التي تشتغل فيها اذا كان ساكنتها يرمون الازبال بالشوارع ، و شوارعها محتلة بالاسواق العشوائية ، ويبقى اكبر تحدي امام العرائش هو تغيير عقليات ساكنتها .

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.