انتقال‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ “‬مدن‭ ‬بدون‭ ‬صفيح‭” ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من الشبهات!!

العرائش نيوز:

انتقل‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ “‬مدن‭ ‬بدون‭ ‬صفيح‭” ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ “‬الشبهات‭”‬،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تمطيط‭ ‬عمليات‭ ‬إجراء‭ ‬القرعة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬بقع‭ ‬أرضية‭ ‬وشقق‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى،‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬محتمل‭ ‬في‭ ‬الخرائط‭ ‬والمواقع‭ ‬والتوقيت‭.‬

ويتداول‭ ‬أصحاب‭ “‬براريك‭” ‬ومحلات‭ ‬سكنية‭ ‬بدواوير‭ ‬سابقة‭ ‬بضواحي‭ ‬البيضاء،‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصيغ‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬التماطل‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬تاريخ‭ ‬محدد‭ ‬لإجراء‭ “‬القرعة‭”‬،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬الهدم،‭ ‬ومغادرة‭ ‬المستفيدين‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬مؤقتة‭ ‬للكراء،‭ ‬يدفعون‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬مبالغ‭ ‬مهمة‭ ‬شهريا،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المشاريع‭ ‬السكنية‭ ‬الجديدة‭.‬

ويشكك‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬مخطط‭ ‬للالتفاف‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الترحيل،‭ ‬أو‭ ‬إحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬اللوائح،‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬كراء‭ ‬بمصاريف‭ ‬منهكة،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬أعباء‭ ‬الحياة‭ ‬وغلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬القاطنين‭ ‬السابقين،‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬فئات‭ ‬تعاني‭ ‬الهشاشة‭ ‬والفقر‭ ‬المزمنين‭.‬

ووجه‭ ‬سكان‭ ‬الدواوير‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬حقها‭ ‬قرارات‭ ‬هدم‭ ‬منذ‭ ‬2020‭ ‬و2021‭ ‬و2022،‭ ‬شكاية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عامل‭ ‬عمالة‭ ‬إقليم‭ ‬مديونة‭ ‬ووالي‭ ‬ولاية‭ ‬البيضاء،‭ ‬والوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬بهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذا‭ ‬المشكل‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬التشرد،‭ ‬كما‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬أشكال‭ ‬احتجاجية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭.‬

وتأخرت‭ ‬عملية‭ ‬إجراء‭ ‬القرعة‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الترابية‭ ‬بإقليم‭ ‬مديونة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر،‭ ‬حسبهم،‭ ‬سوى‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬المستفيدين‭ ‬يؤطره‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬الباشا‭ (‬رئيس‭ ‬اللجنة‭) ‬والقائدة‭ ‬وممثل‭ ‬العمالة‭ ‬بالإسكان‭ ‬والعمران‭ ‬ومكتب‭ ‬الدراسات‭  ‬المشرف‭ ‬على‭ ‬العملية‭.‬

ولم‭ ‬يتلق‭ ‬المستفيدون‭ ‬أي‭ ‬جواب،‭ ‬أو‭ ‬مخاطب،‭ ‬إذ‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬وجوههم‭ ‬وعدم‭ ‬استقبالهم‭ ‬والإنصات‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين،‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬صارخ‭ ‬للمفهوم‭ ‬الجديد‭ ‬للسلطة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمشاكل‭ ‬المواطنين‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها‭.‬

ومن‭ ‬غير‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يلجأ‭ ‬المستفيدون‭ ‬المحرومون‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬إجراء‭ “‬القرعة‭”‬،‭ ‬إلى‭ ‬الخطوة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أي‭ ‬تنظيم‭ ‬اعتصام‭ ‬مفتوح،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬مطالبهم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭.‬

يوسف‭ ‬الساكت: الصباح


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.