العرائش نيوز:
– سفيان ايوب
رِزْءٌ داك الذي أمسى عليه طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، في وفاة طالب نحسبه شهيدا عند الله بإذنه، إثر الحادث المؤسف والمعروف الذي تعرض له بحر الأسبوع الجاري؛ نسأل الرحمن الرحيم أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يثقل على ذويه بالصبر والسلوان والأجر العظيم؛
مصيبة ما تُرِك أهلها وأصحابها ليعيشوا حزنها، ولِيتفاعلوا معها بالشكل المناسب، في إطار الدستور والقانون وما تم ضمانه من حريات، حتى خرج علينا ممثل (بمفهومها المهني وليس الانتدابي) ببعض الشطحات البهلوانية والفلكلورية غايتها الرَّكمجة الانتخابية، ربما لفَهمِ المعني في قَرارة نفسه أنه حقا مسؤول سياسيا وقانونيا عن هاته الحادثة المؤسفة، سنأتي بالرد على بعض ما جاء في صرخاته وعويله، إذ ملأ الدنيا ضجيجا دونما فائدة تذكر؛
خرج علينا هذا المسؤول الذي “غْبْرْ” مدة طويلة، لكيْلِ الاتهامات وتخوين كل من عبر عن رفضه وموقفه من الحادثة التي كانت نتيجتها هدر الدم لا الماء، إذ طالبنا مؤسسات الدولة التي لا تخضع لأهواء الرئيس، بالقيام بواجبها وتفعيل مسطرة المحاسبة كما تؤطرها القوانين، لا أقل ولا أكثر، هذا السلوك الصادر عن هذا المسؤول هو سلوك عادي من شخصية تضخمت الأنا السفلى عندها لتعتقد باطلا أنها تملك إقليما يمكن لها أن تصول وتجول فيه كما تشاء، وبالتالي تقمص الشخصية البَصْرِيَّة التاريخيةَ في دور الآمرِ النَّاهي وحاول إسكات الهيئات والأفراد الذين ساءهم ما ساء الأسرة المكلومة،
السيد المسؤول دعني أعلِّمْك كلماتٍ يبدو أنك تجهلها، ليكن في علمك أن دستور 2011، يحمل إلينا 60 فصلا في الحقوق والحريات، أحيلك هنا إلى الفصول ذات الصلة: 25، 26، 27، 28، و29، التي تؤطر حرية التعبير، الرأي، النشر، والتجمع والتظاهر، بعدها سأعيدك إلى الفصل السابع من الدستور المغربي، الذي جعل تأطير المواطنين وتمثِيلهم ولعب دور الوساطة، دورا للأحزاب السياسية، فإن كنت ترفض ما أتى به دستورنا الحديث من تحولات، فيمكنك الاستمرار في نهجك غير القويم، وواصل حلقاتك الاستعراضية التي لن تغنيك ولن تسمنك من جوع، لكن تأكد أننا لن نسمح لك بمصادرة حقوقنا برِجْعيَّتكَ الحقوقية والقانونية.
وبخصوص اتهام المُعبرينَ المتفاعلين، برغبتهم في الركوب على الحدث المؤسف والمزايدة به عليك كأنك محور عالمنا، وبمحاولتهم اللعب في الماء العكر (الذي ما عكره غيرك) دعني أقول لك أني لم أرى على امتداد التراب الوطني محترفا في الركوب على جنائز الناس وأقراحهم وأفراحهم ونجاحاتهم وحتى إخفاقاتهم مثلك، وفي هذا الشأن أشهد لك بصدقك عندما سميت نفسك في أحد تصريحاتك بأنك مجرد كائن انتخابي (والله ما كذبتي).
ثم وصلت بك الوقاحة إلى أن ألصقت الوفاة بقضاء الله وقدره، وهذا حق أكيد، لكن الباطل به أردت، فالقضاء والقدر ليس هو من تماطل عن تحمل مسؤوليته تدبير قطاع النقل الحضري العمومي والنقل بين الجماعات، أنتم سيدي من تماطلتم حتى لا أستعمل كلمة أخرى، وإن انتهى الأجل كما قلت وهذا حق كذلك، فحتى في جناية القتل العمد على سبيل المثال لا الحصر تحقق الأجل، فلماذا سيدي المُتَذَاكِي يُحاكم قضاؤنا الجاني؟
السيد المسؤول، ألم تبشِّر ساكنة جماعة القصر الكبير بفتحك المبين في التعاقد مع إحدى الشركات (الله يجازيها بخير كما قلت)، في إطار انخراط الجماعة في استراتيجية التنقلات الحضرية المستدامة؟ على أن تبتدئ في نقل الطلبة يومه 18 دجنبر 2023؟ ثم خرجت علينا البارحة بعد الواقعة، بِطَلَّتِكَ المستفزة للشعور العام، لتلصق المسؤولية بمؤسسة التعاون واد المخازن؟ فهل أنت صاحب المرفق في البشرى وتُمَلِّك نفس المرفق لجهة أخرى عند المصيبة، دعني هنا أعلمك بضع كلمات أخرى علها تنفعك، القانون التنظيمي للجماعات الترابية 113.14، في فصله 83 جعل النقل الحضري العمومي اختصاصا “ذاتيا” للجماعات الترابية، ومؤسسات التعاون تؤَسس بمبادرة من الجماعات الترابية وفق مسطرة موضحة في نفس القانون، ويُفوض إليها تدبير بعض القطاعات من بينها النقل الحضري العمومي، لكن الجماعة تبقى صاحبة المرفق، ثم في اجتهادك لنَسبِ التقصير للمؤسسة، ألست النائب الأول للرئيس ؟ أم أنك نائبه في التبشير بـالحافلات الجديدة فقط؟
السيد المسؤول، خاطبت الطلبة باستغباء عندما جعلت منهم لُقمةً سائغةً سهلةً للركوب على أفكارهم ومشاعرهم ومواقفهم، وتَذاكَيتَ عليهم عندما حاولت التفرقة بينهم وكسر وحدتهم بمحاولة الاجتماع مع بعضهم (الذين رفضوا دعوة نائبتك بالمناسبة)، وتَعاليتَ عليهم عندما أخبرتهم في شريطك المباشر المسجل على عَجل، عندما خاطبتهم قائلا “شوفو المصلحة ديالكم”، المصلحة ديالنا أسيدي (وأنا طالب بنفس الكلية بالمناسبة)، في وسائل نقل محترمة ومتنوعة وتحفظ حياتنا، وغيرها مما سيرى الطلبة فيه مصلحتهم بعيدا عن توجيهاتك وإغراضك وحشر أنفك.
بالمناسبة لست وزير التعليم العالي الذي عينه جلالة الملك في التعديل الأخير، حتى تطلب في بثك المباشر من المتقاعدين أن يتطوعوا للتدريس، ولست رئيس الجامعة أو عميد الكلية، فاعرف قدرك والزمه، وعمت مساءا سيدي المسؤول.