العرائش نيوز:
أعلنت منصة تيك توك، المملوكة لشركة “بايت دانس” الصينية، عن فرض حظر عالمي على استخدام فلاتر التجميل التي تغير ملامح المستخدمين لمن تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وأوضحت المنصة أن هذا القرار، المزمع تطبيقه خلال الأسابيع المقبلة، يأتي استجابة لدراسة أجرتها المنظمة البريطانية غير الحكومية “إنترنت ماترز“، والتي كشفت عن الآثار السلبية لهذه الفلاتر على هوية المراهقين الذاتية وصحتهم النفسية.
وتعمل المنصة على التمييز بين الفلاتر “المرحة والواضحة”، مثل تلك التي تضيف ملامح حيوانية، وبين الفلاتر التي تحدث تغييرات دقيقة وغير ملحوظة على مظهر المستخدمين. وأكدت “تيك توك” أنها تنبه المستخدمين حاليًا عند استخدام تأثيرات بصرية في المحتوى، لكنها ستعزز شفافيتها في تقديم تفاصيل أكثر حول تأثير هذه الفلاتر وأضرارها المحتملة.
يأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة للمنصة، حيث رفع 14 مدعيًا عامًا في الولايات المتحدة دعاوى قضائية ضد “تيك توك” مؤخرًا، متهمين إياها بالإضرار بالصحة النفسية للأطفال عبر نظامها الإدماني. وشددت الدعاوى على أن فلاتر التجميل تؤدي إلى تراجع ثقة الفتيات المراهقات بأنفسهن، إذ أظهرت دراسات أن 50% من الفتيات لا يشعرن بالرضا عن مظهرهن دون تعديل صورهن، فيما يحاول 77% منهن إخفاء أو تغيير أجزاء من أجسادهن باستخدام هذه الأدوات.
وأشارت المنصة إلى أن لديها نحو 175 مليون مستخدم نشط شهريًا في أوروبا، وتقوم بحذف ستة ملايين حساب شهريًا تم إنشاؤها من قبل أطفال دون سن 13 عامًا، وهو الحد الأدنى للعمر المسموح به لاستخدام المنصة. كما تعمل “تيك توك” بالتعاون مع منظمات غير حكومية ومشرعين لتعزيز معايير الأمان، مشددة على التزامها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين مراقبة المحتوى وتطبيق السياسات بفعالية.
وفي خطوة إضافية، أعلنت المنصة أنها ستطلق قريبًا خطوط مساعدة محلية في 13 دولة أوروبية لدعم المستخدمين الذين يبلغون عن محتوى يتعلق بالانتحار أو إيذاء النفس أو التنمر، مع التعهد بالتحقيق وإزالة المحتوى المخالف بشكل فوري.
تيك توك، التي تعد إحدى أكبر المنصات الاجتماعية في العالم، تؤكد أنها ستواصل التزامها بتوفير بيئة أكثر أمانًا لمستخدميها الشباب، مع التركيز على حماية صحتهم النفسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم بعيدًا عن معايير الجمال المزيفة.