العرائش نيوز:
تعيش أقاليم الشمال حالة تأهب قصوى، بعد انتشار واسع لداء الحصبة، أو “بوحمرون”، في الأسابيع الأخيرة، إذ منذ نهاية أكتوبر الماضي، بدأ الأطفال يتوافدون على المراكز الصحية طلبا للعلاج.
ولفظت طفلة، في الأيام الأخيرة، أنفاسها متأثرة بأعراض ومضاعفات المرض، ما تسبب في خوف كبير في أوساط أسر الأطفال الآخرين المصابين، علما أن الخضوع للعلاج، لا يعني بالضرورة النجاة من الوفاة.
وتبلغ الطفلة المتوفية ثلاث سنوات، وتتحدر من جماعة المنصورة بني أحمد، بإقليم شفشاون، وكانت تخضع للعلاج قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، نتيجة عدم استجابة جسدها للعلاجات التي منحت لها، وهي عبارة عن مخففات للأعراض، إذ ليس له علاج محدد، بل يكتفي القائمون على الشأن الصحي، بالتلقيح والمهدئات.
واتسعت رقعة المرض، بعدما كان محصورا في سوس، قبل أن ينتقل إلى الأطلسين الكبير الشرقي والغربي والأطلس المتوسط، ومدن الجنوب الشرقي، إذ تسبب في وفيات كثيرة بسوس وأزيلال والحوز وورزازات وزاكورة، وغيرها من المناطق.
وعلمت “الصباح” أن المراكز الصحية بإقليم شفشاون، خاصة في الجماعة القروية، التي سجلت حالة وفاة، تشهد ازدحاما كبيرا، إذ يستقبل طبيب المركز أزيد من 10 أطفال يوميا، يعانون أعراض الحصبة، كما أن أطفالا آخرين حلوا بالمراكز الصحية من أجل الحصول على التلقيح، خوفا من تكرار سيناريو الوفاة.
ولم تتمكن وزارة الصحة من محاصرة المرض في منطقة واحدة، إذ كل أسبوع تسجل بؤرة جديدة، والملاحظ أن كل الإصابات تنتشر في القرى والمجالات الجبلية، ما يطرح السؤال حول أوجه التشابه بين مناطق انتشار الداء، والظاهر أن ضعف التلقيح وشح اللقاحات، وبعد المراكز الصحية، وقلة رعاية الأطفال، يمكن أن تفسر سريان الداء بين الجبال والقرى.
ورغم أن المرض يخطف أرواح الأطفال بين الفينة والأخرى، وهناك خوف كبير لدى الأسر من انتقال العدوى لأبنائها، تعمل الوزارة بشكل وصف بالسري في التعاطي مع المرض، خاصة أن هذا الانتشار يعتبر فشلا ذريعا للمنظومة الصحية، التي لم تستطع محاصرة أو القضاء على مرض كان يعتبر إلى عهد قريب جزءا من الماضي، ولم تعد له قوة هزم المنظومات الصحية عبر العالم، عكس ما يحدث في بلادنا.
الصباح : عصام الناصيري