مجموعة من الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية تدعم احتجاجات “الجيل Z” وتطالب بالإفراج عن المعتقلين

العرائش نيوز:

دعمت مجموعة من الأحزاب السياسية اليسارية والمنظمات النقابية والحقوقية في المغرب، بشكل كامل، المطالب الاجتماعية والاقتصادية لحركة “الجيل Z” الشبابية، مطالبة في بلاغ مشترك بالإفراج الفوري عن المعتقلين وفتح تحقيق “فوري ونزيه” في ظروف مقتل ثلاثة متظاهرين.

جاء هذا الموقف في أعقاب اجتماع استثنائي عقد، يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، في مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في الرباط. وضم الاجتماع تشكيلة واسعة من التنظيمات شملت:

· أحزاب سياسية: فيدرالية اليسار الديمقراطي، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي العمالي، وتيار اليسار المتعدد.
· منظمات نقابية: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، النقابة الوطنية للتعليم (CDT)، الجامعة الوطنية للتعليم (FNE)، والجامعة الوطنية لقطاع الفلاحة (UMT).
· هيئات حقوقية: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية أطاك المغرب.

واعتبرت هذه التنظيمات في بلاغها المشترك أن الاحتجاجات الشبابية هي “نتيجة طبيعية للأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع واسع من الشباب المغربي” بسبب “الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنتجة للفقر والهشاشة”.

2. مطالب البلاغ المشترك

أكدت التنظيمات الموقعة على عدة مطالب أساسية، وهي:

· الدعم الكامل للمطالب الاجتماعية والاقتصادية العادلة والمشروعة التي عبر عنها الحراك الشبابي.
· المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين على خلفية هذه الاحتجاجات، ووقف المتابعات في حق الشابات والشباب المشاركين، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
· الدعوة إلى فتح تحقيق “فوري ونزيف وشفاف” في الظروف التي أدت إلى مقتل ثلاثة شبان بمدينة القليعة، مع “تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية”.
· مواصلة التشاور بين هذه التنظيمات لإيجاد آليات ومبادرات مشتركة لتطوير العمل الوحدوي في المرحلة المقبلة.

3. حراك “الجيل Z” من العالم الافتراضي إلى الشارع

تُعد حركة “الجيل Z 212” حركة شبابية غامضة ظهرت مؤخرًا في المغرب، ونظمت احتجاجات شعبية في نحو 11 مدينة مغربية. وقد انطلقت الحركة بشكل أساسي من منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة مثل “ديسكورد” و”تيك توك” و”تليغرام”، حيث بدأت كمجموعات نقاش افتراضية مجهولة الهوية قبل أن تتحول إلى حركة احتجاجية في الشارع.

ويركز المحتجون الشباب على مطالب اجتماعية واقتصادية، معترضين بشكل خاص على ما يعتبرونه أزمة في أولويات الإنفاق الحكومي، حيث ينتقدون تخصيص مبالغ طائلة للأحداث الرياضية الدولية على حساب الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والتوظيف. ويهتف المتظاهرون من أجل “حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”.

4. محاولات لاحتواء الغضب ودينامية مستقلة

يأتي اجتماع وبلاغ التنظيمات اليسارية في وقت سادت فيه مخاوف من اختراق هذه الحركة الشبابية الغامضة أو انجرافها نحو العنف. وقد حاولت بعض القوى السياسية التقليدية دعم الحراك، حيث سبق لفيدرالية اليسار الديمقراطي أن عقدت اجتماعًا مع هيئات سياسية ونقابية وحقوقية أخرى على ضوء هذه الاحتجاجات، مؤكدة على نيتها “دعم حركة الشباب من دون التدخل في ديناميتها”.

تمثل هذه التطورات نقطة تحول في المشهد الاحتجاجي المغربي، حيث تظهر قوة التنظيم الذاتي للشباب عبر العالم الرقمي، بينما تسعى القوى السياسية التقليدية إلى تفهم هذه الدينامية الجديدة ومساندتها. يبقى المستقبل غامضًا أمام هذا الحراك الشبابي الذي نجح في نقل النقاش من غرف الدردشة إلى الشارع، محققًا زخمًا أجبر مختلف الفاعلين على الاصغاء إلى صوته.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.