العرائش نيوز:
في شوارع مدينة القصر الكبير، حيث يختبئ مستعملو المخدرات خوفاً من الاعتقال ومرضاً من غياب الرعاية، تحاول جمعية حسنونة أن تقدم ما يمكن تقديمه من أمل. في تدخل ميداني جديد، نقلت الجمعية خدمات القرب والاستماع والمواكبة إلى قلب المدينة التي تعاني من نقص حاد في خدمات رعاية مدمني المخدرات، في وقت تزداد فيه المخاطر الصحية مع انتشار الأمراض الفيروسية بين متعاطي المخدرات القابلة للحقن.

رغم وجود مئات مستعملي ومستعملات المخدرات القابلة للحقن بالمدينة، تظلم القصر الكبير بغياب خدمات الرعاية الضرورية لمواجهة الاضطرابات الإدمانية. هذا الغياب يجعل المئات معرضين للإصابة بالأمراض الفيروسية، خاصة فيروس نقص المناعة البشري والالتهابات الكبدية والسل، ويُعمّق من هشاشتهم الصحية والاجتماعية، خصوصاً في ظل الاعتقالات المتكررة المبنية على مجرد الاستعمال.
التدخل الميداني لجمعية حسنونة يأتي كشريان حياة في صحراء الخدمات الطبية والنفسية، حيث يعمل متطوعو الجمعية على تقديم خدمات الإرشاد والوقاية والمواكبة لمستعملي المخدرات، في محاولة لسد الفراغ الذي خلفه غياب المرافق الصحية المتخصصة.

القصر الكبير اليوم في حاجة ماسة إلى خطوات عملية عاجلة، تبدأ بإحداث مركز لطب الإدمان وحافلة مجهزة بوسائل الوقاية وتقليص المخاطر والعلاج البديل “الميثادون”، وتمكين مستعملي المخدرات من الولوج إلى المناهضات الأفيونية وخدمات الصحة النفسية والعقلية، وتغيير المقاربة القانونية تجاه مستعملي المخدرات باعتبارهم مرضى يحتاجون للعلاج وليسوا مجرمين.
جمعية حسنونة تواصل تدخلاتها الميدانية بالقصر الكبير، إيماناً منها بأن الصحة حق للجميع، وأن العلاج يجب أن يكون متاحاً للجميع دون تمييز. في انتظار أن تتحول هذه الجهود إلى سياسات مؤسسية دائمة، تبقى الأنشطة التطوعية مثل هذه هي الحاجز الأخير الذي يحاول حماية الفئات الأكثر هشاشة من السقوط في هاوية الأمراض والموت البطيء.

