ملف التعليم الأولي بالعرائش: قليل من سداد القول في المقال الأول

العرائش نيوز:

ملف التعليم الأولي بالعرائش: قليل من سداد القول في المقال الأول

بقلم: حميد.ل

إن المتخصص في المادة التربوية و المتتبع للشأن التربوي التعليمي يكاد لا يجد ما يفصل به في تحليله للواقع التربوي بين ما هو صعوبات  تلبس التربية نفسها ثوب الأزمة وما هو هدف عام للتربية يصعب تحقيقه ! لكن المتخصص في المادة نفسها و في دول  يعترف لها بالتقدم و الريادة في كل مجالات الحياة العامة و الخاصة تجده ينظر إلى التربية و يتتبعها من منظور ما نشأ عليه،إنه ينظر إلى التربية كعملية راقية أدخلت الإنسان إلى حظيرة الإنسانية ،وقد أمكنه بعدها تحقيق ،و بحمولة إيتيطيقية،ارتقاءه النوعي ومنه صناعة الحضارة و التاريخ :”إن الإنسان الأوروبي آمن بالتربية كما هي و طبق مبادئها المثلى ،في الأسرة كما في المؤسسات التعليمية …وصار بفضلها حالما و صانعا و عالما ” إنها تربية لا يجب أن يمارسها و أن يكون وصيا عليها في حدودها المؤسساتية إلا من تجلت فيه صفات الإنسانية و عبر عن فعله التربوي المسؤول تجاه الأطفال وفق أخلاقها العامة و التي تتغذى في الزمان و المكان على مواد وقائية و طاقية تضمن للمربي كما للطفل وجودا دالا جديرا بالاحترام حيث مظاهره الكبرى حب و تقدم و سلام .

هذه هي التربية ،كتصور وكفعل ،التي تخاطب الطفل في كل مراحله و خصوصا في السنوات الأربع الأولى ،و كيف يجب على مؤسسات التعليم الأولي أن توفر شروط ادماجه السلس و المتتالي في فضاءات ما بعد الأسرة ،وقد تم إعدادها خصيصا له بمحددات نفسية و اجتماعية .إن التربية المؤطرة في هذا الطرح هي الأصل ،لأنه إذا كان يجب الإقرار بضرورة توفر مؤسسات التعليم الأولي بالنفوذ الترابي للإقليم، فلكي تمارس التربية في عمقها أولا و لكي تعنى بالتعليم في أولى صوره الرمزية و المتصلة معانيها بالواقع المادي كاشفة عن موضوعاته الدالة ثانيا.إن الخطاب التربوي الموجه للطفل في هكذا حال و في هكذا مؤسسات وفق الشروط اللازمة يجب أن يكون حاملا للحقيقة بما انها واقع ،وهو واقع قابل بأن تكشف عنه حواس الطفل وتحوله إلى معرفة تمهد الطريق للحوار السلمي و الهادئ بين الذاكرة و الدماغ . ومنه يصبح القول بأن ما يجب أن يميز مؤسسات التعليم الاولي بلغتي الشرط و العلمية هو الأجدر أن يقع في مركز اهتمام المسؤولين عن القطاع فقط لأن المراهنة على دور مؤسسات التعليم الأولي بالعرائش يقتضي الدفاع عن حق الطفل في هاته المؤسسات الموكول إليها التعامل مع الطفولة بما يضمن تأهيلها .    


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.