البوابة الأدبية

العرائش نيوز:

البوابة الأدبية “العدد الأول” (الرحيل)

بقلم: عبد السلام الفرتوتي

عندما نظم ابن الرومي قصيدته البكائية  …

بكاؤكما  يشفي  و إن كان لا يجدي

فجودا فقد  أودى نظيركما عندي

توخى حمام الموت  أوسط صبيتي

فلله كيف أختار واسطة العقد…

     كانت هذه القصيدة في حقيقتها قصيدة رثائية…ذلك أن الموت توخى أوسط أبناء الشاعر و  الذي شبهه هذا الشاعر بواسطة العقد…

    القصيدة بما فيها من حزن, و ما فيها من لوعة الفراق…أظهرت نفسية الشاعر العربي الذي انهار أمام الموت …رغم كل فخره…رغم كل هجائه  …رغم كل مدحه و تملقه…فالموت, قاهر اللذات جعل هذا الشاعر يعطينا صورا غاية في  التأثر  لهول الفاجعة …

    ذكرنا هذا الشاعر و هذا الشعر الرثائي …لنستذكر هول الفقد الذي رزئنا به الشهر الماضي… وفاة أمي حليمة أم زوجتي رحمة الله عليها …من جيل والدي رحمة الله عليه… و الذين عايشوا هذا الجيل …الذي تأثر بأحداث القرن العشرين بكل جماليته رواياته و أشعاره…و فنه …الحربين الأولى و الثانية …هزيمة 67 و الحرب مع إسرائيل …المسيرة الخضراء…و الحركة الجمالية التي عرفها القرن عبر أفلام هوليودية …و نهضة كروية عرفها المغرب , عبر الوصول إلى المونديال في أكثر من مناسبة بداية من 1970…

  عندما تجالس هذا الجيل تلحظ هذا السؤال الذي يعقب كل حديث …رغبة في المعرفة و تعطش الى الفهم …ما مصير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي…؟ ما طبيعة هذا الاتجاه او ذاك…؟  أسئلة ظلت تحير هذا الجيل نتذكر أيضا العزيز علينا المرحوم الأستاذ مصطفى القرقري و الذي غادرنا وفي غفلة منا …كان صديقا لكل الطبقة السياسية  بهذه المدينة …كانت تخريجاته بلسما لكل العقبات التي كانت تواجه المجلس البلدي …مما لا شك فيه أن تلامذته كثر و إلى هؤلاء وخاصة صديقنا مصطفى بوسالم كاتب عام بلدية العرائش و ابنه مشيج نقدم تعازينا الأخوية الصادقة في العزيز المحترم..

  كان لا مفر لنا من أن نلتزم مع أصدقائنا و صديقاتنا الذين و اللواتي يتابعون و يتابعن هذا الركن بشغف و خاصة أستاذنا أستاذ مادة الأدب بثانوية ماء العينين للتعليم الأصيل بالعرائش الذي منذ أن حل بالعرائش إلا ووجه الأدب قد تغير …تغيرت الوجوه القديمة لتفسح المجال لتصورات جديدة في مجال مادتنا التي نحبها  تلك هي مادة الأدب العربي التي تحمل ديوان العرب و أحلامهم و أشعارهم ، تحمل ضمن ما تحمل قضايا الأمة التي لم نترك أي عدد إلا وناقشنا بعض مضامينها …

 نتذكر كتاب العزيز علينا العربي باطما “الرحيل” و لذلك نستسمح روح العزيز باطما لنقتبس منه عنوان هذا العدد الأول و الذي سميته “الرحيل”…

   في ذكرى كل الأعزاء الذين فقدناهم من آبائنا و أمهاتنا و مناضلينا و أساتذتنا …

   و إليك أيها القارئ العزيز نهدي هذه البوابة الأدبية في عددها الأول  تحت عنوان “الرحيل”…

 


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.