بن كيران بين المنطق والغباء!!!

العرائش نيوز:

بن كيران بين المنطق والغباء!!!

بقلم: عبد المومن بوعشية

 أثارت تصريحات بنكيران الأخيرة حول الفلسفة والأدب والقضاء موجة غضب، حيث صرح أن المغرب ليس بحاجة إلى فلاسفة أو شعراء لأنهم لا ينتجون الثروة.. ولجهله وعدم درايته بالمبادئ الأولية للفلسفة، لا يعرف أن المنطق من المحاور الأساسية التي تشتغل علها الفلسفة. ولأن بنكيران بينه وبين المنطق مسافة تبعد عن ما بين الأرض والسماء، فإن أكثر ما يكرهه بنكيران هو المنطق، يتجلى ذلك بشكل فاضح في شعاراته السياسية وتدبيره اليومي للسياسات العمومية. خلال حملته الانتخابية على رأس حزب العدالة والتنمية، أطلق حملة مسعورة على الفساد، لكن بمجرد تقلده المسؤولية الحكومية اختفى كالنعامة أمام جبروت الفساد واكتفى بسياسة ” عفا الله عما سلف ” ، وهنا غاب المنطق عن الوجود عنده. صرح مرارا انه يحارب التماسيح والعفاريت، ثم عانقهم وشكل معهم حلفا مقدسا!!

في كل خطاباته الهوجاء، يصر بنكيران على تذكيرنا بأن من أولويات حكومته الانتصار لقضايا الشعب الفقير، عكس ذلك قام بتنفيذ توصيات أسياده في الصناديق المالية الدولية برفع الدعم عن صندوق المقاصة والزيادة في كل المواد الأساسية، غاز.. سكر و.. و تحرير سوق الدقيق، حتى الرضع اكتووا بالزيادة في الحليب، والآن يخطط لرفع اليد على التعليم والصحة. المنطق يكتفي مرة أخرى من الوجود مع الرجل!!؟. بنكران امتطى وركب على احتجاجات الجماهير في 20 فبراير.. والتحق بدار المخزن، معلنا انه مجرد ” خادييم للماليك “، ولا ينحرك إلا بـ “تعليمات سامية “، ويهرطق مرة أخرى ويقول “إنه يخدم الله” والقرآن دستوره، ويعتبر العنف والاعتقال ضد الحركات الاحتجاجية تربية وإعمال للقانون؟؟!!، والاقتطاع من أجور المضربين موجود في القرآن!!، ومما زاد الطين بلة، إعلانه انه تخلى عن طواعية ببعض اختصاصاته للملك، ضاربا عرض الحائط كل المطالب الديمقراطية للحركات النضالية عبر أكثر من خمسين سنة، وحتى تلك المسوغات الديمقراطية التي جاء بها دستور 2011 وعلى قلتها تم التخلي عنها. كيف لمثل هذا الرجل أن يحب المنطق والفلسفة، باعتبارها جاءت لتفسر وتخدم القضايا النبيلة للإنسان. يذكرني هذا الرجل بقصة “الخليفة الحمار”، وهو مروان المنسوب إلى الحكم بن العاص، آخر خلفاء بني أمية والمشهور ب ” الخليفة الحمار” لكثرة صبره وغبائه، تولى الحكم لمدة خمس سنوات، وانهارت بعده الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وأهم قرار غبي اتخذه هذا الخليفة هو منعه لعبة الشطرنج وحبس كل من يمارسها، بحجة أن الناس الذين ثاروا على جده الأكبر عبد المالك بن مروان، كانوا يستخدمون الشطرنج لإعداد خطط الهجوم!!

إذا اتحد الغباء مع السلطة فتلك كارثة عظمى، وإذا اكتفى المنطق من الوجود داخل السلطة فالكارثة أعظم و لا ينتج عن ذلك سوى الاستبداد والطغيان، الهلاك والدمار، الفقر والأمراض، .. لا قدر الله.

 

 

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.