ليلة القدر تاريخ من التقديس و قليل من الفهم

العرائش نيوز :

    تحل اليوم ليلة القدر تصادف 26 من شهر رمضان، هذه اليلة التي تعتبر في رأي الكثيرين خير من ألف شهر، لكن بالعودة إلى المصادر التاريخية للفقهاء و المفسرين نجد حيرة في تحديد أيّ ليلة من رمضان هي ليلة بالضبط ليلة القدر، فذهبوا مذاهب شتّى، وتضاربت أقوالهم كثيراً،و في هذا الصدد نسبوا أحاديث متضاربة ومتناقضةللرسول وللصحابة والتابعين وغيرهم، كلٌّ حسب ما عنّ لهوما استند إليه من مرجع، وقد قام المفكر بسّام الجمل فيكتابه «ليلة القدر في المتخيّل الإسلامي» حسب قراءة الأستاذ وضاح صائب بحصر هذه الأقوال المتضاربة، فبيّنلنا أنّ ثمّة مَن ذكرها في الليلة الأولى من شهر رمضانحسب تفسير الطبرسي، وتفسير الرازي، وتفسير القرطبي،وتفسير ابن كثير، والآلوسي في روح المعاني، وذلك فيحديث رواه ابن رزين العقيلي، وثَمّة مَن ذكرها في ليلةالرابع عشر من رمضان كابن عطيّة في المحرّر الوجيز،بعبارة رُوي، وفي ليلة السابع عشر من رمضان في سننأبي داود، وتفسير ابن كثير في حديث للرسول رواه ابنمسعود، وتفسير الطبرسي، وتفسير الرازي، في رواية عنالحسن البصري ، وفي ليلة التاسع عشر من رمضانتفسير الطبرسي في رواية عن جعفر الصادق، وتفسيرالرازي في رواية عن أنس بن مالك عن الرسول، وتفسيرالقرطبي بعبارة قيل، وتفسير ابن كثير في رواية عنعلي بن أبي طالب وابن مسعود، وفي ليلة الحاديوالعشرين من رمضان التبيان للطوسي بعبارة قالأصحابنا، وتفسير الطبرسي في رواية عن أبي جعفر،وتفسير الرازي في رواية عن محمد بن اسحق، وتفسيرالقرطبي، وتفسير ابن كثير في رواية عن الرسول، وفي ليلةالثاني والعشرين من رمضان حسب سنن أبي داود عنالرسول، والتبيان للطوسي بعبارة قال أصحابنا” أيضا،وفي ليلة الثالث والعشرين من رمضان حسب تفسيرالطبرسي، وتفسير القرطبي في رواية عن الرسول، وتفسيرالرازي في رواية عن ابن عبّاس، وفي ليلة الرابع والعشرينمن رمضان تفسير الرازي عن ابن مسعود، وتفسيرالقرطبي عن الحسن البصري، وتفسير ابن كثير عنالرسول برواية أبي سعيد الخدري، وروح المعاني للآلوسيعن الرسول برواية بلال، وفي ليلة الخامس والعشرين منرمضان حسب ما أورده التبيان للطوسي بعبارة جوّزقومٌ، وتفسير الطبرسي، وتفسير القرطبي عن الرسول،وتفسير الرازي عن أبي ذر الغفاري ، وفي ليلة السابعوالعشرين من رمضان تفسير الطبرسي، وتفسير الرازي،وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير برواية أبيّ بن كعب،وتفسير الطبرسي مرّة أخرى عن عائشة وابن عبّاس وابنعمر، وتفسير القرطبي مرّة ثانية عن الرسول، وتفسيرالزمخشري بعبارة أكثر القول، وفي ليلة التاسعوالعشرين من رمضان بحسب التبيان للطوسي بعبارةجوّز قوم، وتفسير الطبرسي عن الرسول، وتفسيرالطبرسي مرّة ثانية، وتفسير ابن كثير بعبارة قيل،وتفسير الرازي بعبارة قال بعضهم، وأخيراً في ليلةالثلاثين من رمضان حسب تفسير ابن كثير عن الرسول،والسراج المنير للشربيني بعبارة قيل، مع أنّ رمضان قدلا يكمل ثلاثين يوماً دائما.

   ويؤكّد لنا الباحث سليم الجمل أنّ هذه الأحاديث نسبتإلى الرسول في زمن متأخر عن عهد الدعوة، وأنّ جلّهاوردت في التفاسير المصنّفة في القرن السادس الهجريوالقرون التالية له، وهذا واضح من استعراضها أعلاه. أمّاالبخاري فانفرد بحديث منسوب لعائشة يقول أنّ النبيقال: “تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر منرمضان” مع أن البخاري يورد أحاديث متباينة و متناقضة مع بعضها و هو ما أوضحه المفكر محمد عبد الفتاح السروري في دراسة بعنوان “تناقضات البخاري في روايات ليلة القدر” حيث يورد فيها في قراءته لكتابالبخاري طبعة صادرة عن دار الغد الجديد و بالضبط في باب فضل ليلة القدر ص 364، من خلال الوقوف على كل الأحاديث الواردة في هذا الشأن من 2015 إلى 2023، بحيث يقول في الحديث رقم 2015 ” حدثنا عبدالله بنيوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهماأن رجالاً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أروا ليلةالقدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلمأرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخرفمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر، أى ان ليلةالقدر تبعاً لمتن الحديث قد ظهرت لرجال من أصحاب النبي،وليس للنبي نفسه، وظهرت لهم في نفس المنام جميعاً،فصدق النبى على رؤياهم وأقر أنها في السبع الأواخر منرمضان. و هنا يطرح السروري سؤالا مهما مفاده: بأيحق تتجلى ليلة القدر لأصحاب النبي، والنبي نفسه بينأظهرهم حي يرزق؟ أليس الله هو المشرع والنبي هو المبلغ؟ألم يكن من الأجدر أن تكون الرؤيا للنبي وليس لرجاله؟ ثممن هؤلاء الرجال وما هي أسمائهم مع العلم أن أصحابالنبي ورجاله في فجر الدعوة كانو معروفين جميعا؟ إذن حسب الحديث الأنف الذكر فإن ليلة القدر تكون في السبعالأواخر من رمضان. لكن في الحديث رقم 2016 من نفسكتاب البخاري حديث مسنده ( حدثنا معاذ بن فضالةحدثنا هشام عن يحي عن ابى سلمة قال سألت أبا سعيدوكان لي صديقا فقال إعتكفنا مع النبي صلي الله عليهوسلم العشر الاواسط من رمضان فخرج صبيحه عشرينفخطبنا وقال إني أريت ليلية القدر ثم أنسيتها أو نسيتهافالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أنيأسجد في ماء وطين فمن كان إعتكف مع رسول الله صليالله عليه وسلم فليرجع، فرجعنا وما نرى في السماء قزعةفجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد وكان منجريد النخل واقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين فيجبهته. وهذا حديث أخر منسوب لنبي الاسلام صلي اللهعليه وسلم نفهم منه أن رسول الله قد نسى أو أنسي ليليةالقدر، نسي رسول الله الليلة التي نزل فيها القران نسيرسول الله الليلة التي هي خير من ألف شهر وليس هذافحسب، بل ويجعل هذا الحديث ليلة القدر في العشرالأواخر وليست في السبع االأواخر كما ذكر الحديثالسابق له مباشرة، ألا يعرف رسول الله تاريخ وموعدالليلية التي نزل فيها كتاب الله؟ أم ان البخاري هو الذييعرف كيف (يحبك) المنقول والإدعاء على نبي الاسلام؟يضيف السروري. وفي الحديث رقم 2017 يقول البخاريفي كتابة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ما معناهأن نتحري ليلية القدر في الوتر من العشر الاواخر منرمضان. وفي الحديث 2018 حديث معناه أن الرسول قدنسي موعد ليلية القدر وأن علينا ان نبتغيها في كل وترفي العشر الأواخر من رمضان. وكذلك في الحديث رقم 2020 حتى نصل الي الحديث رقم 2021 والذي ينص “حدثناموسي بن اسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمهعن إبن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلي الله عليهوسلم قال التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلةالقدر في تاسعة تبقي في سابعة تبقي في خامسة تبقيوهنا يولد سؤال ولادة طبيعية من نص الحديث المنسوبللرسول أنه يجب علينا ان نلتمسها في العشر الأواخر ثميحدد الليالي المقصودة إما التاسعة والعشرين أو السابعةوالعشرين أو الخامسة والعشرين، و في حديث سابقيحدد الرسول انها في العشر الوتر الأواخر، وفي هذاالحديث يحدد الرسول أنها في بعض ليالي العشر الوترالأواخر مع إسقاط الليلة الواحدة والعشرين وليلة الثالثوالعشرين، فأي الحديثين صحيح؟ بناء على الحديث الأولفإن ليلة القدر قد تقع في الليلة الثالثة والعشرين (قد) وبناء علي الحديث السابق مباشرة هي لا تقع في هذهالليلة ابدا فأي تناقض هذا؟ طبعا هذا ليس بعجيبفالحديث مروى بسند عن إبن عباس هذا الطفل الذى عندماتوفى رسول الله (ص) لم يكن بلغ من العمر ثلاثة عشرسنة. وفي حديث آخر عن خالد عن عكرمة عن ابن عباسقال التمسوها في أربع وعشرين، وأربع وعشرين ليست منالوتر فأي الأحاديث صحيحة وأين هو الموعد الزمانيلليلة القدر تحديدا؟ هل هي في الليالي الوتر أم في ليلةالرابع والعشري؟.

   ثم نأتي للحديث رقم 2023 ونصه حدثنا محمد بنالمثني حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا انس عنعباده ابن الصامت قال خرج النبي صلي الله عليه وسلم، ليخبرنا بليلة القدر فتلاحي رجلان من المسلمين فقالخرجت لأُخْبِرَكُم بليلة القدر فتَلاَحَى فلان وفلان فرُفِعْتُوعَسَى أن يكون خيرًا لكُم فالتمسوها في التاسعةوالسابعة والخامسة“، في خلط أكبر للأمور، يصعّبالمسألة ولا يهوّنها، ويبدو أنّ الحديث سالف الذكر الذيانفرد به البخاري طغى على ما سواه، وبات على امتدادأكثر من ألف سنّة، مرجعا و مستنداً لكلّ المسلمين فيأصقاع الأرض المختلفة، دوناً عن الأحاديث الأخرى،ليقوموا بتكثيف عباداتهم في الليالي الوتر في العشرالأواخر من كلّ رمضان، لاحتمال وقوع ليلة القدر فيإحداها، وبالتالي كسب أجر يعادل عبادة ألف شهر، أيّ مايزيد عن ثلاثة وثمانين عاماً. لكن بعيدا عن تحديد تاريخ الليلة بالضبط هناك أسئلة تكاد تفجر رأسنا و هي إما مسكوت عنها أو محرم طرحها، و أهما كما طرح أيضا الباحث عبد الفتاح السروري هل تتكرر ليلة القدر كل عام عبر ليلة من ليالي رمضان؟ أم أن ليلة القدر هي ليلة واحدة فقط كانت و ذهبت و انتهت؟ إذن عندما يحتفل المسلمون في العشر الوتر الأواخر من رمضان بليلة القدر، هل يحتفلون بذات نفس الليلة المذكورة في الأيات الخمس من سورة القدر؟ و هل هم فعلا يحتفلون بنفس الليلة التي هي في حقيقتها تعادل نفس ليلة القدر الأساسية؟ أليست ليلة القدر إنما هي في الحقيقة ليلة واحدة حدث فيها ما حدث و بانتهاء هذه الليلة انتهت فعليا ليلة القدر، و ما يحتفل به المسلمون كل عام في شهر رمضان إنما هو في الحقيقةإحياء لذكرى تلك الليلة لا إحياء لليلة بذاتها، بمعنى أن ليلة القدر لا تتكرر كل عام بل ما يتكرر هو ميعادها أي ذكراها؟ خاصة و ان العديد من الخرافات و الأساطير قد حيكت حول هذه الليلة باعتبارها تمثل عرض bonus من قبل الله للمسلمين، باعتبارها خير من ألف شهر و من صامها أيمانا و احتسابا كأنما صام الدهر كله و غفر الله ما تقدم و تأخر من ذنبه، في انتقائية غير مفهومة لعلاقة الشعائر و الطقوس الدينية  طيلة السنة مع الخالق. أليس المسلم مطالبا طيلة العام بالصلاة كناهية عن المنكر، و التعبد و الصدق في المعاملة و التصدق؟ فلماذا يكون أجر هذه الأعمال في فترة /ليلة أكثر منه في أخرى؟ ومن ناحيةأخرى أورد مسلم وأحمد والنسائي والترمذي وأبو داودوابن حبّان، حديثاً يفيد أنّ أهمّ علامات ليلة القدر هي أنّالشمس تشرق في الصبيحة التالية لليلة القدر لا شعاعلها، و هو ما يفرض علينا البحث في تاريخ هذه الليلة و معانيها و كيفية حضورها في الديانات الأخرىميتولوجيا و حتى علميا، و بالتالي تحديد توقيتها وفقا للعلامة المشار إليها في حديث مسلم و النسائي و الترمذي و أبو داود و ابن حبان.

و يوضح الباحث عبد الحكيم الفيتوري أن الأديان تتفاوتةفي تحديد مواعيد ليلة القدر أو بالأحرى الليلة الكبرى المقدسة، وعلامات حضورها، وثواب قيامها، لكن يوجدشبه اتفاق كامل بين الأديان أن ثمة ليلة أو ليالي مباركةومقدسة ينبغي على المتعبدين المؤمنين الحرص عليهاوتحريها والإكثار من العبادة فيها، فمثلا تحتفل الصابئةاتباع نبي الله نوح ويحي عليهما السلام، والتي تعد منأقدم الديانات في المنطقة، بليلة القدر حيث تأتي هذهالليلة بعد صلاة الأكاليل والتي تقع بين يومي السادسوالسابع من السنة الجديدة، ويقوم المؤمنون بالصلاةوالذكر والدعاء في تلك الليلة حتى الصباح، فينال القائمالداعي الذاكر رضى ربه وتستجاب دعوته وتتحقق لهمطالبه الدنيوية والأخروية، و كذلك الديانة الإيزيدية وهيديانة متكونة من خليط سماوي وأرضي، وتعد الإيزيديةمن الديانات القديمة التي ظهرت في عهود ما قبل الاسلام،حيث يحتفل الإيزيدون سنويا في منتصف شهر شعبانحسب التقويم الهجري، بقدوم ليلة (بشفبرات) أي ليلةالقدر حتى مطلع الفجر. و قد جاء على لسان مسؤولالقسم الثقافي في مركز لالش الإيزيدي، شمو قاسم قوله : إن الإيزيديين يحتفلون سنويا في منتصف شهر شعبانبحسب التقويم الهجري، بقدوم ليلةبشفبراتأي ليلةالقدر، وهي إحدى المناسبات الإجتماعية المهمة للإيزيديينالتي يتجمع فيها الشبان والشابات ويؤدون الأغانيوالرقصات والألعاب الشعبية حتى مطلع الفجر، فضلاً عنإحضار أنواع مختلف من الأطعمة كما نشرته السومريةنيوز تحت عنوان “مقال الايزيديون يحتفلون بشفبراتحتى مطلع الفجر”. ويبدو أن فكرة الليلة المقدسة كانتحاضرة في نصوص العهد القديم والجديد، ففي العهدالقديم جاء ذكر الليلة المقدسة في قسم أخبار الأيام الثانيبعد أن ذكر دعوة سليمان قادته إلى الإجتماع في خيمةالاجتماع مسكن الله، حيث يتوجه سلميان وجميع الذينمعه إلى مذبح النحاس الذي في خيمة الإجتماع أمام الربويقدم عليه ألف محرقة حسب ما ذكر في العهد القديم من التوراة. و هكذا تصور المؤمنون في كل الأديان أن ثمة ليلةمباركة مقدسة، وسبب تقديسها يعود إما إلى خلق آدم، أوولادة رسول، أو اللقاء بالرب، أو نزول رسالة سماوية، ويتمأحياء هذه الليلة والإحتفال بها كل بطريقته من ناحيةالطقوس والعبادات و الشعائر والأوقات.

   و إن من يقرأ و يبحث في الأساطير القديمية والدياناتالسابقة، سيجد أيضا كيف فسرت كلها تقريبا كيفية بدءالخليقة الإنسانيّة على هذه الأوض، ولحظة نفخ الروحالإلهيّة في آدم و تنزيل الملائكة والروح، و أن هذا الأمر قد تمّ في ليلة الانقلاب الشتوي/ليلة القدر، واحتفل أتباع هذه الديانات على مرّ التاريخ الطويل رمزيّاً بتلك الليلة التي تصادف الرابع/ الخامس والعشرين من كانون الأول/ دجنبر، و هذا ما نجده في الديانات الهندية والصينيّةوالزرادشتيّة ومعتقدات أميركا الجنوبيّة وغيرها، وبخاصّةلدى قدماء المصريين الذين اعتبروا هذا اليوم ميلاداًلأوزوريس وابنه حورس الذي تطابق لديهم مع آدم أبيالإنسانية، وفي روما القديمة كان هذا اليوم احتفالاً للإلهساتورن، وقيل إنّه كان يعتبر ميلاداً لكل من أدونيسوباخوس في الحضارتين الهلنستيّة والرومانيّة، وفياليابان يحتفلون منذ القرن السابع الميلادي بعيد بزوغ إلهالشمس أماتيراسو ويطهون فيه اليقطين، وفي فارس هوعيد إله الشمس أيضاً، وفي الصين هو عيد دونغ زي، وقدجاء الآباء المسيحيون فاعتبروا هذه الليلة هي ليلة ميلادالمسيح /الكريسماس، بقرار من البابا ليبيريوس عام 354 م،بعد أن كانوا يحتفلون به في الربيع قبل ذلك، ولا يزالالعالم كله من شرق آسيا حتى غرب أميركا يحتفل بهذهالليلة كلّ عام، وإنْ كان الظن السائد لدى معظم الناس منالعامّة أنّها خاصّة بميلاد المسيح فقط، وهذه الليلة بالضبط، هي الليلة التي تشرق الشمس في صبيحتها و لا شعاع لها، و ذلك راجع حسب التفسير العلمي إلى ميلهاحدّاً أقصى عن العمودي على سطح الأرض، واختراقأشعّتها لمسافة أطول في الجو ممّا يجعلها تتعرّض للكثيرمن الإنعكاس على السحب، والإمتصاص بفعل غازاتالجو، وهو ما لاحظه الأقدمون عبر آلاف السنين، وغفل عنهفقهاء المسلمين رغم أنّ الخوارزمي سبق و ذكره و شرحه جيدا في كتاب “صورة الأرض”. إذن هناك رابط بين هذه الليلة في الديانات السماوية و غير السماوية و التقويم النسيء الذي تم تجاوزه في فهم ربما خاطىء للأية 37 من سورة التوبةإنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذينكفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرمالله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهديالقوم الكافرين، و الذي يحتاج هو الآخر إلى مقال في ارتباط مع التوقيت الحقيقي لرمضان نفسه و في نفس الوقت تحديد دقيق لتاريخ ليلة القدر.

و كل حجر و و رمضان بدون جَوْعَى.

ذ.شفيق العبودي


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.