العرائش نيوز:
في صباح يوم الاثنين 14 أبريل 2025، أطلقت شركة “بلو أوريجين” التابعة للملياردير جيف بيزوس واحدة من أكثر الرحلات السياحية الفضائية جذبًا للاهتمام، والتي اعتُبرت أول مهمة فضائية نسائية بالكامل في تاريخ الشركة. الرحلة، التي انطلقت من منشأة في غرب تكساس، تجاوزت حاجز 100 كيلومتر فوق سطح الأرض، وهو ما يُعتبر “خط كارمان”، الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي. استمرت المهمة نحو 11 دقيقة، عاشت خلالها الراكبات لحظات من انعدام الجاذبية.
الرحلة شهدت مشاركة ست نساء بارزات من مجالات متنوعة، من بينهن المغنية كايتي بيري، الصحفية غايل كينغ، المهندسة السابقة في وكالة ناسا عائشة بو، الناشطة الحقوقية أماندا نغوين، المنتجة كيريان فلين، وسيدة الأعمال والإعلامية لورين سانشيز، خطيبة جيف بيزوس. كان لورين سانشيز لها دور بارز في تنسيق الرحلة واختيار المشاركات، مشيرة إلى أن الهدف منها هو إلهام الفتيات وتشجيعهن على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
يأتي هذا الحدث في سياق المنافسة المتزايدة بين شركات السياحة الفضائية، حيث تسعى “بلو أوريجين” إلى إثبات مصداقيتها العلمية، متفاخرًة بأنها توفر للمشاركين فرصة تجاوز “خط كارمان”، مما يمنحهم لقب “رواد فضاء”. مع ذلك، يظل السؤال قائمًا حول مدى جدوى هذه الرحلات في تحقيق تقدم علمي حقيقي، أم أنها مجرد عروض إعلامية تحمل طابعًا ترفيهيًا.
من جانبها، عبّرت كايتي بيري عن أهمية هذه الرحلة قائلةً: “الفضاء أصبح أنيقًا أخيرًا”، مما يسلط الضوء على تحول الفضاء إلى منصة جديدة تعكس تمكين المرأة وتروج لصورتهن في أفق جديد، رغم الانتقادات حول الطابع الرمزي للرحلة.
الرحلة ليست مجرد لحظة ترفيهية، بل تشكل خطوة هامة في إعادة صياغة صورة المرأة في الفضاء. ولكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيظل الفضاء مجالًا للعرض الدعائي والنخب الثرية، أم سيصبح مستقبلاً فضاءً علميًا يخدم البشرية بأسرها؟