العرائش نيوز:
اكتشف فريق بحثي دولي يضم باحثين من المغرب وفرنسا وإسبانيا وألمانيا أكثر من 80 أثراً بشرياً متحجراً على الساحل الشمالي للمغرب قرب مدينة العرائش، حيث يعود تاريخ هذه الآثار إلى حوالي 100 ألف عام، مما يجعلها أقدم الآثار البشرية المكتشفة في شمال إفريقيا ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية المرموقة “Nature” في يناير 2024، فإن هذه الآثار المحفوظة بشكل استثنائي تعود إلى الإنسان العاقل “هومو سابينس”، وخلّفها خمسة أفراد على الأقل من بينهم أطفال. وأوضح الباحثون أن هذه المجموعة كانت تتحرك على الشاطئ باتجاه البحر، ويفترض أنهم كانوا يبحثون عن الطعام والمحار، ما يشير إلى أنهم ربما كانوا من الصيادين-الجامعين.
يؤكد هذا الاكتشاف الأهمية البالغة للمنطقة في تاريخ الجنس البشري، خاصة بعد الاكتشاف السابق في عام 2017 والذي كشف عن بقايا بشرية في شمال غرب المغرب يعود تاريخها إلى 300 ألف عام، مما دفع بأصل جنسنا البشري إلى الوراء بمقدار 100 ألف عام.
وحذر أنس سيدراتي، أمين الموقع الأثري في ليكسوس-لاراش ورئيس المشروع البحثي، من المخاطر التي تهدد هذا الموقع التراثي الفريد، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف، مشدداً على الحاجة الملحة للحفاظ عليه. كما أشار إلى أن التآكل المستمر للرواسب على الشاطئ من المتوقع أن يكشف عن المزيد من آثار الأقدام في المستقبل، مما سيمكن الباحثين من الحصول على تفاصيل أكثر دقة عن هذه المجموعة من البشر الأوائل الذين سكنوا ساحل العرائش.

