تحذير علمي خطير: المجلس الدولي يدعو إلى خفض صيد الإسقمري”كبايا” لإنقاذ المخزون من الانهيار

العرائش نيوز:

أصدر المجلس الدولي لاستكشاف البحار (ICES) توصية علمية جديدة دقت ناقوس الخطر بشأن الوضعية الحرجة لمخزون سمك الإسقمري في شمال شرق الأطلسي، داعياً إلى خفض كميات الصيد المسموح بها إلى 174 ألف طن فقط سنة 2026. ويمثل هذا المقترح انخفاضاً حاداً يناهز 70% مقارنة بتوصيات عام 2025، وأقل بكثير من الحصة التي أقرتها الدول الساحلية خلال الموسم الجاري.
التوصية تكشف مستوى التدهور العميق الذي يعيشه هذا المخزون الحيوي، بعدما هوت كتلة التفريخ من نحو 13 مليون طن سنة 2014 إلى 2.7 مليون طن حالياً، وهو رقم أقل من الحد الأدنى للقدرة البيولوجية الضرورية لضمان استدامة النوع. ووصف الخبراء هذا الانخفاض بأنه “وضع بالغ الخطورة” يستدعي إجراءات جذرية قبل الوصول إلى “نقطة اللاعودة”.
ويرجع المجلس هذا التراجع إلى مجموعة عوامل، أبرزها الصيد المفرط المستمر منذ سنوات، وغياب اتفاق مستدام بين الدول الساحلية حول تقاسم الحصص، إضافة إلى تأثير التغيرات المناخية على دورات التكاثر ومسارات الهجرة. كما ساهم التطور المتسارع في تقنيات الصيد الصناعي في رفع الضغط على المخزون إلى مستويات غير مسبوقة.
ودعا المجلس الدولي لاستكشاف البحار إلى تبني خطة عاجلة لإعادة بناء مخزون الإسقمري، تشمل خفض المجهود البحري، وتنسيقاً دولياً صارماً بين الدول المعنية، واعتماد نظام مراقبة يحد من تجاوز الحصص المسموح بها.
اقتصادياً، من المرتقب أن ينعكس التخفيض المقترح على أسعار السمك في الأسواق العالمية وعلى قطاعات التحويل والصناعات السمكية في دول أوروبا الشمالية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الخسائر الآنية تبقى أقل بكثير من مخاطر الانهيار الكامل للمخزون إذا استمر الوضع على حاله.
ويُجمع المختصون على أن هذه التوصية تمثل “الإنذار الأخير” لإنقاذ واحد من أهم المخزونات السمكية في أعالي البحار، وأن مستقبل الإسقمري سيظل رهن القرارات السياسية بقدر ما هو رهن المعطيات العلمية التي تؤكد أن الوقت ينفد بسرعة.

شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.