محكمة أوديينسيا ناسيونال الإسبانية تواصل التحقيق في “عملية هاديس” المتعلقة بنفق المخدرات بسبتة

العرائش نيوز:

لا تزال محكمة “أوديينسيا ناسيونال” الإسبانية تواصل التحقيق في ما يُعرف باسم “عملية هاديس”، التي تم خلالها اكتشاف نفق لتهريب المخدرات داخل مستودع في منطقة “الترهال” بسيوتا، وأسفرت عن توقيف عدة أشخاص، بينهم اثنان من حرس الحدود (الحرس المدني) قيد الاحتجاز الاحتياطي، بالإضافة إلى النائب وموظف السجين محمد علي دوعس.

وشهدت الأيام الأخيرة تطورات جديدة مهمة مع فتح قضية منفصلة انتهت باعتقال ووضع عنصر آخر في الحرس المدني (لم يعد متمركزًا في سيوتا) قيد الاحتجاز الاحتياطي.

ويجري هذا التحقيق الجديد بأقصى درجات الحرص، ويُعتبر إجراءً موازيًا منبثقًا من التحقيق الرئيسي الذي تجريه “الشؤون الداخلية” للحرس المدني، بدعم من الوحادة المركزية للمخدرات (UCO) والمركز الإقليمي لتحليل معلومات المخدرات ومكافحتها (CRAIN).

ونتيجة لفتح هذا الملف المنفصل، الذي يتم البت فيه بشكل مستقل عن قضية “هاديس”، لم يتم الإعلان سوى عن توقيف هذا الشخص، وفقًا لمصادر تم الاستماع إليها من قبل صحيفة “الفارو دي سيوتا”.

عملية هاديس: عملاء سريون وشبكتان برابط مشترك

نفذت عملية “هاديس” من قبل الحرس المدني باستخدام عملاء سريين، كانوا عناصر أساسية في تعزيز الشبهات التي كان يحقق فيها المحققون.

وتولت المحكمة المركزية للتعليمات رقم 3 في “أوديينسيا ناسيونال” هذه القضية، التي أدت إلى اكتشاف منظمتين يُعتقد أن لهما صلة بتجارة المخدرات، وكان القاسم المشترك بينهما هو تواطؤ عناصر من الحرس المدني في الميناء، مما سهل خروج شاحنات محملة بالمخدرات.

كانت إحدى هاتين الشبكتين تدخل الحشيش عبر النفق السري الذي تم العثور عليه داخل أحد المستودعات وكان قد نشط خلال جائحة كورونا. بينما لم تستخدم الشبكة الأخرى هذه الطريقة، بل كانت تمرر المخدرات عبر الحدود.

أصل التحقيق

في 17 يوليو 2023، تلقت “الشؤون الداخلية” معلومات محددة تشير إلى وجود منظمة إجرامية تعمل بين سيوتا والجزيرة الخضراء (ألخيسيراس) وتستخدم الشاحنات والمقطورات.

وكانت تمتلك هيكلًا أمنيًا مكونًا من عناصر في الحرس المدني لتسهيل الدخول والخروج من الموانئ، من خلال تقديم معلومات حول نوبات العمل والمراقبة، بالإضافة إلى أوقات التفتيش.

وتم الكشف عن وجود هذه العملية مع توقيف سائق شاحنة من سبتة في شبه الجزيرة الإسبانية، مما أدى إلى تركيز التحقيق في سيوتا. وتم تنفيذ المزيد من التوقيفات في يناير من هذا العام، وفي فبراير تم اكتشاف الهيكل داخل أحد مستودعات “الترهال”، الذي كان متصلاً بالمغرب.

تطورات التحقيق والملف الموازي

تقدت النيابة الخاصة لمكافحة المخدرات بدعوى قضائية باعتبار أن هناك دلائل على ارتكاب جرائم تتعلق بتهريب المخدرات عبر منظمة إجرامية ورشوة وإفشاء أسرار.

وكان المركز الإقليمي لتحليل معلومات المخدرات ومكافحتها (CRAIN) قد حصل على معلومات تم التحقق منها من قبل “الشؤون الداخلية”، مما كشف عن وجود منظمة قوية لها بنية تحتية في المغرب وشبكتين مقرهما في سيوتا.

واستمر التحقيق منذ أن بدأت عمليات التوقيف في سيوتا قبل عام تقريبًا، ولا يزال هناك أشخاص مطلوبون، كما صدرت أيضًا قرارات بالإفراج عن مشتبه بهم آخرين.

وتستمر أعمال التحقيق في “عملية هاديس”، ولكن مع فتح هذا الملف الموازي والمستقل، الذي يستمد جذوره على الأقل من القضية الأصل. ويوكل إلى عناصر من “الشؤون الداخلية” القيام بهذه الإجراءات، ويعملون بالتوازي مع وحدات الحرس المدني التي قد تتأثر، دون أن تكون مواقع التدخل على علم بالخطوات التي يتم اتخاذها.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.