العرائش نيوز:
توفيت بجماعة العوامرة أمس الأحد 5يوليوز الجاري، السيدة ميمونة الأندلسي، عن عمر يناهز 60 سنة، عاملة النظافة المطرودة من مقر الجماعة القروية، والتي عانت لمدة سنوات عديدة، من طرد تعسفي كعاملة نظافة، وقاست بعدها من الحيف والظلم.
وسبق لبرنامج “قصة الناس” بقناة ميدي1 سات، أن حضر للعوامرة وأجرى معها لقاء، للإطلاع على قضيتها الإنسانية، فضلا عن نشر مسألة طردها في العديد من وسائل الإعلام المحلية والجهوية.
وخاضت ميمونة اعتصاما هو الأول من نوعه، تقوم به امرأة بجماعة العوامرة سنة 2012، وخلاله قدمت لها العديد من الوعود لإعادتها لعملها، لكن نقضت المواثيق والعهود، ما دفعها لطرق أبواب الإدارات العمومية الأخرى بحثا عن الإنصاف.
سنوات بعد ذلك، نصبت ميمونة محاميا للدفاع عنها لإعادتها لوظيفتها، لكن وكما كانت تقول وتدعي، حالت ظغوط الرئيس الأسبق ورفضه لها، دون رجوعها، ما أدى إلى قيامها باعتصام تاريخي تحت الخيمة، تلتها مراسلات متتالية لجهات أخرى.
بعدها وبدون سابق إنذار تم اعتقالها، وأدخلت السجن المدني بالقصر الكبير لبضعة أشهر، بتهمة إهانة مسؤول أثناء القيام بمهامه، وغيرها من التهم الجاهزة لإرهابها. إلا أنه ومباشرة بعد خروجها من السجن تدهورت حالتها الصحية.
توفي زوجها، لتعيش لبضع سنين في حزن وأسى لما أصابها، وهي المرأة الضعيفة التي لجأت لجمعيات حقوق المرأة، والصحافة، والمحامين لمساعدتها، وخرجت لسوء الحظ خاوية الوفاض، قبل أن تصاب بشلل نصفي أقعدها لشهور طويلة.
عاشت ميمونة لوحدها في البيت بعد أن تزوجت ابنتها الوحيدة، وبفضل دعم عائلتها ووقوفها بجانبها، شرعت تبحث عن العلاج لصحتها التي تتدهور يوما بعد يوم. لكن جاء اليوم الذي أعلنت فيه عدالة السماء، عن رغبتها في أن تصعد روحها لبارئها.
ميمونة الأندلسي إمرأة حديدية غادرت دنيانا، وفي قلبها غصة وحزن عميقين، بسبب الظلم الذي لحقها من طرف مؤسسات، كان يفترض أنها تدافع عن مصالح المواطنين، وتأخذ بيدهم، وتحببهم في وطنهم وبلدهم. رحم الله ميمونة رحمة واسعة.إنا لله وإنا إليه راجعون.