تجار التعليم

العرائش نيوز:

بقلم: عبد اللطيف الصبيحي

جميلة هي تسمية “الفدرالية” التي أطلقها تجار التعليم  على  إطارهم النقابي، وبه فقد انضافوا إلى باقي الإطارات التمثيلية القطاعية الأخرى. مناسبة القول، أي أنها فدرالياتهم، وما لهذه الكلمة من معنى قد ألفت  وأغرمت بجيوبنا بإدمانها على إضافة زيادات أخرى على الزيادات السابقة همت التسجيل والاستحقاقات الشهرية، ناهيك عن رسوم التأمين بدون وصل، أو صك عقدة واضحة البنود والشروط، وتلك فوضى ليس لها مثيل أضحى معها التعليم بقرة حلوبا، لا يجف لها ضرع وتسيل لعاب كل من تكدس بيده مال.

 وبخصوص هذا المال ورأسه الذي  فطن إلى تعطش آباءنا لتعليم أبناءهم بعيدا عن المؤسسات التعليمية العامة وصارت تجارته كتجارة الحبوب والقطاني،  وتجارة السمك والخضر واللحوم، والأواني والزرابي والملابس،  وقس على  ذلك، يشاطر به في أرقى  مهنة وأنبلها غير مكترث لماضي جميل، يوم لم تكن لا معاهد ولا جامعات  ولا يذكر من ذلك الماضي البعيد ألا يعظ بعثات هنا وهناك محسوبة على  رؤوس الأصابع وهي في الأغلب بعثات دينية.

مآل ورأسه ساوى  بين مصنع للنسيج أو معمل للسردين بالتعليم يأبى أن يساوي رجاله المهنيين والمستخدمين برجال ونساء المهنة في القطاع العام، بحرمانهم من أجورهم في العطل وتعويضاتهم، مكرسا بذلك سلوكا تمييزيا مرفوضا عقلا وشرعا، إذ لا يكفيهم ما أحدثوه من شرخ بين صفوف أبناء الشعب الواحد وإحساس بالدونية. دونية ملغومة  أخطر ما يمكن أن تهدده هي اللحمة الوطنية والاحساس بالانتماء  والشعور بالتمييز، يوحي بوجود مغرب  بوجهين مختلفين وبملامح مشوهة.

إن تجار التعليم قد أيقنوا رغبتنا الشديدة في أن ينال أبناءنا تعليما مناسبا بعيدا عن الاكتظاظ الذي تعرفه المدرسة العمومية، لكنه ليس من المعقول أن نكون مطية لاغتناء غير مشروع ينحرف عن ما يتضمنه دفتر التحملات المتعلق  بالقطاع.

ويبقى في الأخير أجمل ما يمكن أن  يقال هو ما قاله الإمام الشافعي: اصبر على مر الجفا من معلم/فان رسوب العلم في نفراته.

نختم  ونقول إن رسوب العلم  في تجاره، وكل تجارة وأنتم…….


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.