رقصني ياجدع

العرائش نيوز:

عبد اللطيف الصبيحي 

بعدما كن معروفات بتنشيط الحفلات والاعراس و المواخير واقصى ماكن يتمنينه المشاركة في الافلام الاستعراضية او احدى الادوار السينمائية، أضيفت لهن أدوار اخرى تتمثل في اسقاط الحكومات فكان سعد الحريري أول ضحية سياسية للراقصات، الذي دشن به مشوارهن النضالي واعلانا منهن انهن من الان فصاعدا الناطقات الرسميات والصادحات الاكثر تعبيرا عن هدا الزمن، الموشوم بالعهر ، حيث اختلط الكل على الكل وصار من الصعب عند الخاصة والعامة التمييز

فلا الوطني ولا القومي ولا الشيوعي ينفع ، ولا اليساري ينفع ولا الاسلامي ينفع و لا السني  ينفع، ولا الشيعي ينفع، ما عاد احد يقنع على طول الخريطة العربية من المحيط الي الخليج واكيد لو أجمع المتظاهرون في العراق وحتى ايضا ابان فترات الربيع العربي على خدماتهن وهن يمتلكن تاريخا حافلا في ذلك وخصوصا بالشرق، يحكى عنهن انهن كن ملجأ السياسيين والمثقفين بالكاباريهات حيث كان ملاكها يتهافتون على التعاقد معهن واصبح نفودهم يتجاوز ابوابها ليصل الى ابعد مدى .

 وقد عرف التاريخ العربي راقصات لعبن أدوارا سياسية ومصيرية، اشهرهن كاريوكا وشفيقة القطبية ونجوي فؤاد ونعيمة عاكف على سبيل المثال.

 وبعض يقول: اذا تركت أمور السياسة والثورات للراقصات ما سقط شهيد و لا أصيب جريح واحد ، ولما استدعى ثوار ليبيا تدخل الحلف الأطلسي، ولا تعرض القذافي لتلك الميتة الشنعاء.

 انه سحر الرقص الذي لم يكن في الاصل سوى طردا للأرواح الشريرة في الحضارات القديمة ، وتعبيرا عن حاجات ومتطلبات انسانية محضة، وكان فيما مضى في حضارات ما قبل الميلاد طقسا يواكب تقديم القرابين للآلهة للتقرب منها ونيل بركاتها و مواكبا للجنائز نحو قبورها.

ليس صدفة ما نشاهده في ارض الحجاز من نقلة نوعية لصالح الحريات والانسان وحقه في التمتع بكل مباهج الحياة، بعدما كان هذا البلد تحت رحمة هيئة الامر بالمعروف والنهي والمنكر وانقلب الوضع الى هيئة للترفيه.

  فتح لدور السينما والمسرح واقامة حفلات موسيقية بعد حصار ومعاداة لكل القيم والمفاهيم الانسانية والسماح لأول مرة للنساء بقيادة السيارات ، والغاء نظام الكفيل عند السفر.

 كل هذا جاء بعد سنوات من التمويل السخي لتصدير نموذج الإسلام الوهابي الذي انتج اعمال ارهابية وقتل وتدمير وتطرف.

نعم الترفيه ثم الترفيه، لم يخرج المغرب عن هذا السياق حيث اتهمت بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان مذكرتها الخاصة بالحريات الفردية والعلاقات الرضائية.

 اما في تونس فالوضع هناك جد متقدم وما نظن ان البلدان الاخرى ستتأخر عن الركب وما هي الا مسألة وقت وفقط.

اننا الان نعيش حالة تطبيع كبرى مع الجسد بكل تضاريسه وابعاده، بعد فترة حصار  طويلة امتدت مند القرن الماضي ، وأفشلت كل مظاهر التمدن والحضارة وقد كان جل المثقفين ودعاة التحرر يجمعون على قول ان العالم العربي في امس الحاجة لخلخلة عميقة وشاملة تعيد له وعيه وادراكه وتفرج عن مكبوتاته الازلية، وما تلك الاجساد المكشوفة الراقصة المصاحبة للاحتجاجات والتي شاهدها الملايين عبر مختلف التطبيقات والقنوات العالمية وتفاعلوا معها  الا  تعبير صارخ عن رفضه لطول مدة الترقيص اللساني المسيس  الدي كان ضحية له ، حيث اصبح رقصا من تحث الى اعلى بعدما كان العكس وبمعنى اخر لقد ولى ذلك الزمان الذي كان الرؤساء والزعماء يرقصون فيه شعوبهم وانقلبت الآية الان وصرنا نرى الراقصات في اجمل لوحات تعبيرية يرقصونهم على هواهم وهوى من يلتف حولهم وسبحان مبدل الاحوال.

هناك تغيرات عميقة يشهدها العالم العربي وهو عالم

 قديم جدا وعتيق وهو في أمس الحاجة الى رجة حقيقية تضعه على سكة العصرنة والحداثة التي تفصله عنه بسنوات وسنوات ليقطع مع كل مظاهر البداوة  وسمات البطريريكية والابوية داخل مجتمعاتها المركبة.

حين ارجع الى الوراء واتمعن فيما كانوا يسمونه صحوة والتي تحولت الى عنف وقتل وارهاب ،استغرب كثيرا وأتمعن كيف تسببت تلك الصحوة فيما يعرفه العالم العربي الان من اقتتال وتشتت ومن هجرة جماعية لكل ابناءه خوفا من هذا المصير الأسود، ونالوا بها عن جدارة واستحقاق تسمية مقرونة بالإرهاب، وباتت صورتنا عالميا منبوذة ومكروهة يستعصى محوها بسهولة.

 لا يبقى لنا الا ان نصحوا مع حلم نكون فيه أبعد بكثير عن كل الصحوات وارتداداتها، ونبقى ونستحضر حكمة من حكم جلال الدين الرومي ان لكل ولادة جديدة  الام والام تسبقها  ومخاض صعب وكل مخاض وانتم…….. ..


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.